* هل من عودة؟
أحلام القبيلي، لست أعلم من تكون، لكني على يقين بأن هذا القلم متميز ومنهله عذب، فهو يجيد سرد موضوعه بكل بساطة وسهولة وعذوبة، فلا تشعرك بسآمة أو ملل، إنها شخصية مثقفة ولديها طاقة خيرة وأسلوب رائع يجمع بين الإبداع والدهاء معاً، ولذا فقد استأثر قلمها باهتمام شريحة واسعة من القراء الكرام وجعلتنا نشتاق ونود لو أنها تعدل عن قرارها وتعاود إطلالتها الصباحية المتميزة مجدداً، فالدال على الخير كفاعله والكلمات الطيبة صدقات، ثم إن الدين النصيحة من أمرٍ بمعروف أو نهىٍ عن منكر وحسبك نعمة الاجتهاد وتوفيق الله.
* أفلام هندية:
يتم حالياً نقل الأحداث العربية بصورة أفلام هندية ذات نكهة درامية إلا أن أحداثها حقيقية والمشاهد واقعية والأبطال ضحايا فعلية في لقطات مأساوية والنهاية تصفق لها الدول الأوروبية وتمنحها الجوائز المغرية وعلى حسب ذهبية أو فضية، تحفيزاً لفيلم جديد ببلد جديد فتحت شهيته للتقليد وما علم أن بروفاته قد تمت منذ زمن بعيد وما تبقى إلا تحديد مكان العرض وزمانه، أما نحن فقد كنا في حزن شديد ومتابعة الجديد وبعدها انشغلنا بالتصفيق المديد استبشاراً بالعهد المجيد والتاريخ السعيد والعلم الوليد وما أفقنا من نشوتنا إلا وقد بدأ العرض فعلياً وأصبحنا أبطالاً على الهواء، فهل سنفلح نحن في وضع النهاية التي تليق بأبناء الحكمة اليمانية ونحبط كيد الدول الأوربية والأجنبية أم ننتظر تصفيقها؟!.
* سُلطتنا المحلية سياحية:
أما سلطتنا المحلية، فقد آثر أغلب كوادرها الكرام البعد عن وجع الرأس وشراء راحة البال بالإقامة في محافظة عدن لينعموا بالهدوء والطمأنينة، بعيداً عن المنغصات اليومية، حيث جمال الطبيعة والخدمات المتوفرة، أما المواطن المغلوب على أمره أكان من عديمي أو محدودي الدخل، فما عليه إلا الاختيار أما الضرب برأسه في أقرب حائط أو أن يموت بغيظه.
نعم هذا واقعنا في المحافظة التي ظن القائمون عليها أنها مديرية تابعة لمحافظة عدن وأنهم مجلس محلي يقيم هناك بشكل دائم، تماماً كما يفعل أعضاء المجالس المحلية لمعظم المديريات النائية الذين هجروا مديرياتهم واستقروا في العاصمة النائية التي تفتقر إلى سلطتها المحلية، والخلاصة أن كله هارب من كله على طريقة "لا تعايرني ولا أعايرك العجز طايلني وطايلك"، ولعل ذلك سبب فتور وتدهور في أداء أغلب المرافق، فوجودها وعدمها سواء ومن يحاسب من؟!.
* إهمال ولامبالاة:
ما زالت مسلسلات الإهمال التي يمارسها بعض الأطباء تتكرر يومياً بحق مرضاهم الذين قصدوهم طلباً للشفاء، فحولوهم إلى فئران تجارب من دون حسيب أو رقيب أو خوف من الله، وكم أودت الأخطاء الطبية في العمليات الجراحية وكذا التشخيصات الخاطئة بحياة الكثيرين من المرضى ومع ذلك يقابلها الأطباء بكل برودة أعصاب لأنهم على يقين تام أنهم لن يجدوا من يحرك ساكناً.. والسؤال الأهم إلى متى ستستمر هذه المهازل وهذا التجاهل المتعمد من قبل الجهات المعنية؟!.
* نصيحة *
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".
عفاف سالم
مقتطفات من الواقع اليومي 1809