أعلن وتحدث وقال، بأن لا تطلقوا النار على المتظاهرين، دعوهم يتظاهرون بسلام، كلام يستحق الثناء، وهم صم بكم، لم يطلقوا الرصاص فقط وإنما أطلقوا المدافع في شوارع عدن وعلى الشباب العزل، لماذا؟ الرصاص، والمدرعات، والمصفحات، إنها مظاهرات سلمية، لا حرب عالمية؟.
الوضع في عدن لا يتحمل الصبر ولا السكوت ، بعد خروج الشباب في مظاهرات سلمية مطالبين بحقوقهم المشروعة فجاءهم الكم الهائل من الرصاص الحي والمطاطي من بعض منتسبي جهاز الأمن المركزي والشرطة والذين كان يجب عليهم تطبيق شعار( الشرطة في خدمة الشعب) لا ضد الشعب.. شباب يواجهون الأمن والمحترفين في القنص والقتل، خرجوا للمطالبة بحقوق مشروعة وفي ظل القانون والدستور وبمظاهرة سلمية، لا يحملون غير الشعارات.. إنها بالفعل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
أين دعوتكم بعدم إطلاق النار؟ أين هي الضمائر الحية التي تنشد العدالة الاجتماعية؟ وأين هي وزارة حقوق الإنسان ومنظماتها التي تدافع عن الحرية والديمقراطية؟ لماذا لا يتدخلون الآن لحقن دماء اليمنيين من تهور بعض أفراد الأمن المركزي في إطلاق النار على الشباب العزل؟.. أين القانون الذي يحمى الحريات "حرية التفكير والتعبير وحرية الرأي وحرية المظاهرات السلمية" التي لا تمس الآخرين بسوء؟.
إن القانون وجد لكي يدافع عن هذه الحريات ويحميها وينظم العلاقات بين الناس والدولة فينتصر للمظلوم من الظالم ويعاقب الظالم، إنها مظاهرات لم تـتخط الحدود المحرمة ، بل أنتم من تخطيتم وتجاوزتم مسؤولياتكم وواجباتكم تجاه أبناء شعبكم ، فأين القانون مما نراه أو نسمع عنه الآن فيما يتعرض له أبناؤنا، شبابا وصغاراً وكل ذنبهم هو المطالبة بالتغيير والإصلاح للأوضاع بطريقة سلمية .. إنهم أصحاب مطالب فلماذا لا تستمعوا إلى مطالبهم بهدوء ، يا مدير الأمن، وبحسب ما يسمح به القانون.
لماذا الاستقواء بالقوة وحدها في سماع المطالب، هل يعقل أن يخرج الشباب في المظاهرات سليماً ومعافى، ثم يعود وهو ينزف دماً من كل أجزاء جسده إن لم يأتِ مقتولاً؟، هل نقول لهم تستأهلون كل اللي يجرى لكم، أو نقول لهم انتم لستم أصحاب حق، أو نقول ربنا يحميكم من حماة الأمن في الوطن؟؟.
الذين ارتكبوا هذه المجزرة سوف يكلمون أنفسكم كالمجانين ويخاطبون الجدران عندما تصحو ضمائرهم، سوف تقف اللقمة في الحلق وترفض النزول عندما ترقص صور الشباب الذين ماتوا على أيديهم أمام أعينهم، وسيشربون الكثير والكثير من الماء لكي تبتلع اللقمة دون فائدة ،لقد تركوا الأهل والأحبة والجيران والأصدقاء سعياً وراء الإصلاح وإحقاق الحق، فوجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها قي عداد الموتى.
إن أفضل طريقة لتفعيل القانون هو الانصياع للقانون ولما يتطلبه من إجراءات حقيقية، وليس بالانتهاكات المتواصلة والخروج عنه، وهنا يقتضي إدانة المتسببين في هذه الخروقات بتطبيق القانون عليهم أولا .. قبل غيرهم، القانون فوق الجميع، أم أنهم فوق القانون ولديهم حصانة ضده فيجب محاسبتهم وإقالتهم، وإقالة جميع الذين تسببوا في تلك المجزرة .
ستظل أرواح أولئك الشباب تقتل سعادة من نفذوا تلك المجزرة وتصيبهم بألم شديد وتذكرهم بظلم الإنسان لأخيه الإنسان.. والدماء إذا أضاعها القانون الوضعي فلن يضيعها خالقها وقابضها وسيقتص يوما ويحكم بـين عباده وسيأخذ بدماء الأبرياء ممن كانوا سببا في إزهاقها دون وجه حق..
أملنا جمعياً أن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي و ينال الدمويون أشد العقاب، إنهم قتلة, يطلقون النار على الشباب الأعزل، انها رسالة موجهة لكم يا ساكنين فوق، سيدُك شبابنا جدار الخوف دكاً ويصرخوا سنحارب الطغاة الفاسدين وتمسحون مثل الغبار، من أجل العدالة وحماية الشعب، سوف نسحق الظلم.. فالحق حق والباطل باطل، لهم الرحمة، ولكم اللعنة.
شكراً للمسؤولين أصحاب (المقام العالي) الذين اتصلت لأستنجد بهم فهرولوا لرؤية المقتولين من الشباب
واكتفوا بالفرجة دون أن يحركوا ساكنا لإيقاف المجزرة .
د/ الهام باشراحيل
بأي ذنب قتلوا ؟؟ 1915