عندما قامت ثورة تونس أسرع النظام اليمني معلناً أن اليمن ليست كتونس وحقيقة نحن اليمنيون لم نكن نتخيل حتى بأن ثورة كثورة تونس يمكن أن ترسم ملامحها في اليمن في ظل الاختلاف الذي كان يعتقد بأنه قائم بين تونس واليمن.
لكن ومع قيام ثورة مصر أصبح اليمنيون يراقبون الثورة ويترقبون نتائجها بفارغ الصبر لأن اليمنيين إلى حد ما يعتقدون أن ثمة رابطاً بين الشعبين وثمة جملة من الأوضاع مشابهة، ألم تكن متساوية ما بين الشعبين ولا أنكر أن معظم أبناء اليمن كانوا يدعون الله لنجاح ثورة مصر لما تمثله من بادرة أمل لأبناء اليمن.
وعندما سقط نظام حسني مبارك لم يستطع اليمنيون كبح فرحتهم بسقوط هذا النظام فخرجوا إلى الشوارع يعبرون عن فرحتهم بنجاح ثورة مصر وعن بدء ثورة يمنية كان معظم أبناء هذا الشعب يراهن على نظام "حسني مبارك" ومعظم الشعب كان يقول: "إذا رحل مبارك سيرحل علي" لتبدأ ثورة تتغلب على كل عوامل الفساد والفقر وتسقط كل من تسبب بسلب ثورة الوطن ومن عمل على تغيب المواطن عن كل حقوقه التي جعلته يعيش على هامش الحياة، محروماً من أبسط حقوقه التي كفلها له الدستور والقانون.
إنما هي شرارة ثورة أشعلتها سقوط نظام "حسني مبارك" في مصر ويخرج ا لنظام اليمني مرة أخرى ليؤكد على اختلاف شعب اليمن بمكوناته وخصائصه عن شعب مصر.
لا أعلم لماذا يلوم النظام اليمني الشعب عندما أراد أن يصنع ثورة كثورة مصر ولا يلوم نفسه عندما استنسخ الوسائل والأساليب بل والخطابات للرئيس المخلوع "حسني مبارك" في مصر وكأن التقليد سمة وحق للحكام لا للشعوب.
يسرق الشعب ويسلب أمواله مع أننا وإلى اليوم لم نرِ في ظل هذه المظاهرات المنادية بالتغيير أي شعار حتى من المواطن البسيط الذي يصيغ بعباراته البسيطة والمتواضعة والمستوحاة من مصطلحات الحياة اليومية أي شعار يتهم النظام بالعمالة لأي جهة خارجية بالرغم ما قد كشفته وثائق "ويكيليكس" عن بعض تصرفات النظام تجاه الشعب ولم نر من هذه المظاهرات السلمية أي توظيف للقبيلة أو الأسلحة أياً كانت أنواعها وحتى أنها لم تضم إلى الآن إلى صفوف المعارضة والتي تقف اليوم كالحجارة أمام ثورة الشباب وهذا وإن دل على شيء أنما يدل أن المظاهرات والاعتصامات السلمية ثورة تغيير وشعاراتها ليست بالمختلقة أو الكاذبة أو....، وإنما هي من هموم الشعب اليمني ومن وحي مطالبه المشروعة ومن حقوقه المسلوبة على مدى "33" عاماً.
ولهذا يجب على النظام في اليمن إلا يخدع نفسه طويلاً لأنه قد يفاجئ صبيحة يوم بأن هروبه من على سدة الحكم هو أسلم الحلول وأمرها وهذه ا لنهاية لم يكن يسعى أو يتمناها الشعب اليمني لرئيس حكمه "33" عاماً ولمن صنع وحدة هذا الوطن ولهذا إصنع لنفسك خروجاً مشرفاً يليق بك ولا تجعل أحداً من حولك يغرر بك ويرسم لك الأوضاع على خلاف ما هي موجودة في الواقعة وما هو قائم اليوم ليس استنساخاً وليس تقليداً، فلا تقلد الثورة ولا تستنسخ وإنما هي رياح تغيير لا تبقي من الحكام المستبدين ولا تذر، هذه حقبة جديدة من التاريخ تتكشف ملامحها في أرجاء الوطن العربي.
شباب اليمن كان واعياً لدرجة تستوجب من كل عاقل وحكيم في هذا البلد أن يقف احتراماً وتقديراً لهذا الشباب الذي عمل على قتل تلك المخاوف التي نتوجس منها جميعاً فبخروجه مسالماً أعزل عن كل مظاهر السلاح حتى من السلاح الأبيض وهو الشعب المتسلح بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة منها والثقيلة رسم ملامح ثورة سلمية تجهض كل من يشكك في نجاحها أو يحاول أن يقلل من شأنها ويخلق أوضاعاً تخنق مطالبيها.
النظام الحاكم في اليمن يتغنى بخصائص هذا الشعب فتارة يشير إلى أن هذا الشعب قبلي مسلح وتارة يشير إلى تلك المذاهب والدعوات الانفصالية التي قد تجر الوطن إلى حروب أهلية أو تعمل على نجاح المخططات الانفصالية والتي تستهدف وحدة اليمن مباشرة.
من ينظر اليوم إلى الشارع اليمني يدرك تماماً بإنما يدعيه النظام الحاكم في اليمن لم يظهر وهاهي المظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام تدخل أسبوعها الثالث ولم نرِ في ظل ذلك أياً من هذه العوامل بارزة على السطح بل على العكس قد اجتمعت كلمة الشارع على كلمة واحدة وتبلورت إلى مطلب واحد وهو إسقاط النظام مع أننا لا ننكر تلك الأصوات الخافتة التي تنادي بالانفصال أو بما تسميه بفك الارتباط إلا أنها لا يمكن أن ترقى إلى إعاقة ثورة هذا الشعب المناضل وسوف تنتهي وتخفت إذا لم تلقِ من يؤججها أو يعمل على دعمها لجهض ثورة الشعب لأنه إلى اليوم أثبت النظام الحاكم استعداده للقيام بأي عمل مهما كان في سبيل إجهاض الثورة والإبقاء على حكمه الذي بدأ يتهاوى للسقوط.
فها هو النظام الحاكم يبرز خصائص الشعب اليمني للسطح بقيامه بتأجيج القبائل ضد بعضها والعمل على اتساع النعرات الطائفية والمذهبية وتشويه رموز وطنية حرة وكل من ينادي بالتغيير بدعايات مضلله.
بشرى عبدالله
من العيب.. أن تستهزئ ثورات الشعوب 1728