الأوضاع في الساحة اليمنية تشهد توتراً متصاعداً ينذر بكارثة وطنية ضحيتها البسطاء من أبناء اليمن ، لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي تلعبه الأحزاب السياسية في تأجيج الصراع وتأزيم الموقف الذي بات الشباب فيه ورقة الرهان في أيدي المتصارعين.
 أصبحنا نترقب اليوم الذي تنفجر فيه هذه الأزمة التي ستأكل الأخضر واليابس في حال تسييرها والتحكم بها من قبل الأحزاب السياسية، نحن نريد التغيير ونسعى إليه لكن في ظل الأمن والاستقرار وعدم سفك الدماء وإزهاق الأرواح التي حرمها الله، لماذا أصبح التغيير بهذه الطريقة الحضارية مستحيلاً طالما هناك تجاوب من القيادة السياسة، يبدو أن الثقة لم تعد موجودة بين الأحزاب والقيادة السياسية نتيجة مصالح وأطماع واشتراطات لا تخدم الوطن والشعب ولا تمت لمطالب وتطلعات الشباب بأي صلة.
نعول كثيراً بعد الله على ما طرحه الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني - ونثق كل الثقة بعدالة الرؤية التي يتبناها الشيخ/ الزنداني - ونتمنى أن تكون مطالب الشباب وفقاً لتلك الرؤية المسؤولة والحيادية والتي تعتبر المخرج الوحيد لليمن من هذه الأزمة المجحفة التي باتت أزمة أحزاب تستخدم ورقة الشباب وتسيرها وفق رؤاها الحزبية.
ومن هذا المنطلق نطالب الشيخ/ الزنداني - بأن يتحمل مسؤوليته أمام الله تجاه هذا الوطن والشعب، وأن يعمل جاهداً على حقن دماء أبناء اليمن، فهناك أجندات حزبية لا تراعي في الوطن والشعب إلاً ولا ذمة وعلى استعداد تام للزج بالشباب إلى فتن وصراعات عواقبها وخيمة ومأساوية، نناشد الشيخ/ عبدالمجيد - لأننا على ثقة بحكنته وحياديته وقبل ذلك عدالته، ونقبل منه أي شيء فهو أحرص الناس على وطننا وشعبنا وأدراهم بما تتطلبه اليمن للخروج بسلام من أزمتها هذه.
 فنقول أمن اليمن واليمنيين واستقرارهم وسلامتهم من مختلف الجوانب أمانة في عنقك يا شيخ/ عبدالمجيد - فقد كانت مبادرتك ناجحة إلا إنها تحتاج إلى متابعتكم الشخصية والمستمرة وإلزامكم الحجة لأي طرف من الأطراف حتى يتبين لهذا الشعب من معه ومن ضده، يعمل على جره إلى أتون الصراعات الظالمة، الشباب اليوم يتعصب ولا يعرف ما هو مصير تعصبه وتمسكه بشعار الإسقاط ورفضه المطلق لمبدأ التغيير السلمي والمستعجل حسبما بينتموه وتحدثتم به، لابد أن يؤمن الشباب اليمني بحقيقة التركيبة اليمنية القبلية المسلحة والمتعصبة.
 لتكن المطالب وفق ما طرحه الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني - وفي حال عدم الاستجابة عندها سنعرف من مع اليمن ومن ضده، نناشدكم الله يا شيخ دماء اليمنيين وأرواحهم ومصالحهم، فكلمتكم مسموعة ولها تأثيرها ووقعها على الساحة اليمنية.
وفقكم الله ورعاكم وحقن بكم دماء اليمنيين.. والله من وراء القصد
aldahiad@yahoo.com