ثورات شعبية هبت وتهب في العالم العربي تنشد الحرية وتهدف إلى التحرر من الأنظمة الظالمة المستبدة التي أذاقت شعوبها ويلات الذل والقهر والتحكم بمقدرات وثروات تسخر لها ولمصالحها الشخصية.. أنظمة بادت بعد أن سادت وأخرى ستطالها زلازل هذه الثورات التي تحركها المظالم الكثيرة والكبيرة التي عانت منها هذه الشعوب لعقود كثيرة.
كانت البداية من تونس حين هبت ثورة الشعب التونسي لتنهي أكثر من "23" عاماً من حكم "بن علي"، وتلتها مصر حين انتفض شعب مصر على نظام "مبارك" فأطاح بهذا النظام الذي استمر ثلاثة عقود عجاف.
واليوم نرى ونتابع بكل فخر واعتزاز وإعجاب ثورة الشعب الليبي على نظام العقيد/ معمر القذافي الجاثم على صدور أبناء ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود كاملة.
لا يسعنا إلا أن نحيي ونبارك ونشد على أزر هذه الثورات المباركة ونتأمل بفخر وإعجاب لحجم التضحيات التي قدمت وتقدم في سبيل نيل الحرية والتحرر من الظلم والطغيان والاستبداد ثورات هدفت وتهدف إلى كسر قيود الأنظمة المستبدة الظالمة.. ثورات هدفت وتهدف إلى كسر قيود الأنظمة المستبدة الظالمة.
ثورات انتصرت وستنتصر على الآلات العسكرية التي سخرت لقمع الشعوب وليس للدفاع عن سيادة هذا البلدان؟! ومثلما يرى المراقبون والمتابعون بل ستمتد إلى عدد كبير من دول العالم العربي حاملة معها مشاعل الحرية والتغيير الذي طال انتظاره.
* ما تحتاجه اليمن اليوم:
ما يحتاجه اليمن وأبنائه اليوم توجهات جادة وحقيقية نحو الإصلاح ومعالجة المشاكل والقضايا المتراكمة للمواطنين ورفع المظالم وإقصاء الفاسدين وتسخير ثروات ومقدرات الوطن لكل أبنائه وليس لأفراد نخب أصبحت اليوم ثرية ثراءً فاحشاً في ظل فقر مدقع وبطالة كبيرة ومتزايدة ومواطن يمني يعيش في المتوسط على أقل من دولارين في اليوم.
ما يحتاجه اليمن اليوم هو المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتحقيق آمال وتطلعات الشباب وإنهاء المحسوبية والواسطة والاهتمام بالكوادر والكفاءات المهمشة والمنسية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، إضافة إلى مزيد من الحريات الصحفية.
المسألة اليوم ليست مجرد مطالبة بإصلاحات سياسية، بل أيضاً إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية تنتشل اليمن وأبناءه من الواقع المؤسف والمؤلم إلى واقع آخر فيه تحقيق الآمال والتطلعات والحياة المعيشية الكريمة لأبناء اليمن بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.. إصلاحات مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت آخر فإن لم تتم هذه الإصلاحات.. فليس هناك من طريق سوى التوجه إلى تغيير النظام بالوسائل السلمية وبما يحقق آمال وتطلعات أبناء الوطن.
* تحية وتقدير للمتظاهرين:
تحية تقدير وإجلال لأولئك المتظاهرين الذين خرجوا ويخرجوا في صنعاء وتعز وعدن لهدف التغيير وبالطرق السلمية..
تحية تقدير وإجلال نبعثها لهم لما يسطرونه من ملاحم وطنية خالدة في وطن ضاق ذرعاً جراء جملة من المظالم والمفاسد التي بلغت حدٍ لا يمكن احتماله أو الاستمرار في خضمه.
نايف زين اليافعي
ثورات شعبية تنشد الحرية والتغيير 2494