;
علي الربيعي
علي الربيعي

هل ملامح شوارعنا ثورة للتغيير أم للتخريب؟ 1921

2011-02-27 02:26:50


تحكي الحكاية أنه قيل للإمام يحيى ذات مرة أن الشعب اليمني بدأ يصحو من غفلته وانتشر الوعي لدى الناس الذين لم يعودوا ينخدعون بما يقدمه الأئمة للشعب من حكايات وأساطير أحاطوا بها أنفسهم حتى يظل الشعب خاضعاً لإرادتهم وأنه حان الوقت لتغيير السياسة بما يتلاءهم مع نضج المواطنين..
 فسخر الإمام يحيى من المقولة وأراد إثبات العكس، عندها أعلن عن انتشار مرض الجرب وعلى من يريد النجاة منه فعلاجه طلاء الوجه والبدن بالقطران وهي نفس ا لوصفة التي توصف للإبل عند تقشر جلودها وتساقط فروها.. وأثبت الإمام يحيى صحة وجهة نظره عندما أصبح جميع المواطنين ملطخون بسواد القطران.
 حكاية صحوة الشعب ووعيه.. قد تكون الحكاية حقيقة وقد تكون غير ذلك ولكن الشاهد والمستفاد منها أن العقلية لا تكاد تختلف والحال يشبه الحال رغم تغير الظروف والأزمنة..
والعلاقة شبيهة بالعلاقة بين أنظمة الحكم المتعاقبة ومواطني اليمن السعيد حتى وإن اختفت هالة الإمام فإنها استقبلت بيالات ومسميات أخرى.. هالة الشيخ وهالة الزعيم وهالة الحزب بتلك الهالات التي لا زالت توجه وتتحكم بجماهيرها وأتباعها حتى وإن لم توصف لهم القطران كعلاج إلا أنها تعد لهم وصفات أشد خطراً من اللون وأكثر بؤساً من سواد القطران ولهذا لم يستطع الوطن الفكاك من الهالات والخرافات رغم مرور عشرات السنين من عمر الثورة وانتشار مئات الآلاف من خريجي الجامعات والثانويات على ربوع الوطن، حتى وأن حاولنا تقليد الآخرين، فإننا لا نستطيع الفكاك من الهالة التي أصبحت تشبه اللعنة التي تلاحقنا أينما حللنا أو رحلنا من الثورة في الشمال إلى الثورة في الحرب إلى الصراعات المقيتة بين الأجنحة داخل النظامين إلى الوحدة التي أملنا أن تكون آخر محطات الصراع وبداية الاستقرار والأمن..
فالأيام تثبيت أننا سنظل مرتهنين لتلك الهالات التي لا نستطيع التمرد عليها نتيجة تحجر العقلية بين الحاكم والمحكوم والقائد ولامقود.. فنظام الحكم لا يشبه أنظمة الحكم لدى الآخرين ولا المعارضة تشبه المعارضة لديهم ولا حتى حركات الشباب بكل أسف تشبه حركات الشباب في الدول المشابهة حتى وإن استخدمت نفس الوسائل من الاعتصام إلى التظاهر إلى التواصل بالفيس بوك, وغيره من وسائل الاتصال، انتشار ظاهرة التظاهرة والتخييم في الدول حققت أهدافها لأنها كانت ظاهرة واعية وناضجة ووطنية وموحدة، بينما ظاهرة التظاهر والتخييم لدينا لا تبدو كذلك بما ترفعه من شعارات وخلافات وسلوكيات وتصرفات، ظاهرة التخييم لدينا تجمع تحت رايتها كل المتناقضات للأسف.. متناقضات الأهداف، متناقضات المصالح، ومتناقضات الأهواء.. ظاهرة التظاهر في الدول التي نجحت في تحقيق أهدافها، نجحت لأنها رفضت كل المتسللين وأصحاب المصالح الذين حاولوا ركوب الموجة وتجير ثورة الشباب لصالحهم، نجحت الظاهرة لأن هم الجميع كان وطنياً ولهذا حافظ الجميع على الوطن.
لم نفهم إلى الآن ما هي إستراتيجية إغلاق الشوارع بالحجارة وحرق إطارات السيارات وتخريب وتكسير كميات الإضاءة وكلها تسبب الكثير من الضيق للسكان داخل البيوت، تجعلهم يبدون وكأنهم محاصرين بالدخان وحواجز الشوارع.. رغم أن الشوارع لا يجتازها سوى المواطنين ولا يتضايق منها المسؤولون أو النظام لأنها لا تعليهم.. ولم تفهم الذين يحاولون ا لظهور على الساحة كرافضين للأوضاع وهم يشكلون وأمثالهم أسباب هذه الأوضاع التي وصلت إليها البلاد بسلوكياتهم وتصرفاتهم وفسادهم سواء كانوا في المجالس المحلية أو حتى أعضاء في البرلمان ونتساءل لماذا لم يرفض هؤلاء الفساد ويحاربوه من مواقعهم ويقدموا النموذج الأرقى في التعامل والنزاهة والوطنية خلال السنوات الماضية.
من يطالبون التغيير عليهم أن يرفضوا ويطردوا من بين صفوفهم دعاة الحزبية والمناطقية والمتسللين إليهم، الذين يؤمنون باقتناص الفرص ولا يعترفون بالمبادئ ولا يهتمون لأمر الوطن بقدر اهتمامهم بأنفسهم وتحقيق مآربهم من يريد أن يغير الأوضاع يجب أن يكون نظيف اليد والقلب والرصيد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد