منذ أن أطلق فخامة الأخ الرئيس نهاية الشهر المنصرم تلك اللاآت الثلاث "لا تمديد لا توريث لا تصفير"، ودعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعودة الحوار من حيث توقفت اللجنة الرباعية وغيرها من الخطوات التي أحسبها ستلبي مطالب الشارع اليمني.. منذ تلك اللحظة وأنا أشغل نفسي وأتفحص يومياً وعلى مدار الأسبوع الصحف الصادرة بمختلف توجهاتها ومشاربها عليَ أجد ضالتي التي دائماً ما أمني نفسي بأني سوف أجدها في أي من وسائل الإعلام حتى ولو قديمة..
لايخفاك عزيزي القارئ أني أيضاً منذ قرر فخامة الأخ الرئيس فتح مكتبه لاستقبال كافة مكونات المجتمع للاستماع إلى مشاكلهم وحل قضاياهم وأنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا- أتابع عن كثب مختلف وسائل الإعلام للسبب ذاته، لكن يبدو أن ضالتي صعبة المنال في زمن " اللي اختشوا ماتوا" كما يقول إخواننا المصريون..
بالتأكيد إن الخطوات والقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية تمثل بالنسبة لمن هم يشغلون مناصب في الدولة ولهم سلطة في هذا البلد وغيرهم أيضاً ممن ليس لهم مصالح من مؤيدي الرئيس ومحبيه وأحسب نفسي واحداً منهم ـ تمثل تنازلات شجاعة وتنم عن حس وطني كبير، لكن ما يحز في النفس أنه ورغم تلك القرارات والخطوات - سيما فتح مكتبه للغرض المشار إليه آنفاً- لم نسمع أو نقرأ أن وزيراً أو محافظاً أو وكيلاً أو رئيساً لمؤسسة حكومية أو مديراً عاماً أو أي مسؤول يمني فاسد، خاصة ممن بات فسادهم وفشلهم في عملهم أشهر من نار على علم وأصبحت راائحته تزكم الأنوف، أحترم نفسه وقدم استقالته من منصبه ولو رئيس قسم، رحمة بهذا الوطن والشعب والرئيس أيضاً..
ألا يفهم هؤلاء المسؤولون أن تقديم الرئيس لتلك التنازلات وكذا قرار فتحه لمكتبه يعني أن هذه الحكومة والمجالس المحلية قد فشلت فشلاً ذريعاً حتى في تقديم أي شيء لليمن الأرض والإنسان، إلا ما نهبت من حقوقه ومخصصات تلك الخدمات الأساسية البسيطة التي يفترض أن نحصل عليها كمواطنين يمنيين دون "مشارعة".. المعنيون من عند الوزير وحتى الغفير في أي مصلحة حكومية..
أمام هذا الوضع وانعدام الشعور بالمسؤولية لدى المشمولين بغضب الرب والشعب المذكورين سلفاً ـ لا أخفيك عزيزي القارئ أني تمنيت لو كنت وزيراً أو مسؤولاً فاسداً لأبادر بهذا الفعل كأقل شيء يجب تقديمه ليشعر الأخ الرئيس أنه لازال لديه مسؤولون يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، لكن يبدو أن مسؤولينا قد أخذوا الطريق من أقصرها وألقوا على عاتقنا نحن الشعب عبئ إزاحتهم، فيما أوكلوا فخامة الرئيس القيام بمهامهم وستر عوراتهم وإصلاح ما أفسدوه ليتفرغوا لـ "لقاط البيس"..
المهم علينا نحن كشعب يمني أن نغسل أيدينا من هذه السلطة الفاسدة وكذا من المعارضة التي أسهمت بشكل كبير في تسميم حياتنا السياسية بتلك المناورات الفاشلة التي لم ترق إلى محاكات تطلعات الشعب اليمني وهمومه اليومية..
ولا أنسى هنا أن أقول لأحزاب المعارضة أنها كانت تعيسة جداً عندما تفاعلت مع دعوات ونصائح وزيرة الخارجية الأميركية أو القادمة من المفوضية في الإتحاد الأوروبي فيما يخص الوضع السياسي في اليمن وما يتعلق بالحوار ولم تبدِ في الوقت ذاته أي تفاعل مع ما يطرحه فخامة رئيس الجمهورية -الذي أجزم أنه ليس بينه وبين أي مواطن أي شيء وأن ما هو حاصل اليوم سببه كل أولئك الفسدة من حكومة وحاشية ممن غلبوا مصالحهم الشخصية على كل شيء حتى على الرئيس نفسه- وكأن هذه المعارضة لديها شرفة في "الدومينو" الإيطالي تعارض منها النظام وتتحدث أيضاً منها باسم الشعب، رغم أنها بعيدة كل البعد عنه.. لذا لا أسف على هذه الحكومة الفاسدة ولا عزاء للمعارضة.. وأسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد وعاشت اليمن حرة موحدة كريمة.
إلى أهل الخير والعطاء
يعاني الأخ/ عبدالله أحمد المدان من مرض في المخ والأعصاب، ونظراً لأن حالة أسرة المذكور المادية صعبة جداً فقد طال بقاؤه في المستشفى.. فعلى من يرغب بمد يد العون لـ"المدان" من أهل الخير والعطاء وذوي القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء
يرجى الاتصال على الرقم "733099187"
نظمية عبدالسلام عبدالله عثمان
لو كنت فاسداً! 2727