إن الأسباب التي جعلت الشعب يثور من صميم قلبه للمطالبة بإسقاط النظام، من خلال الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي رجت جميع محافظات الجمهورية هي برأي الكثير من أفراد الشعب اليمني غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الجنونية والفساد المستشري السرطاني وارتفاع نسبة البطالة إلى حوالي "76%" ـ بحسب أخصائيون وكذلك انتشار الجريمة والجوع والفقر والمرض والظلم والجور وعدم المساواة بين المواطنين..
يا فخامة الرئيس شعبك ما زال يحبك ومتمسك بك رغم هذه الظروف الصعبة العويصة التي يعيشها ولا يقولون عنك إلا كل خير ويوصفونك بالصفات الحميدة وبالرجل السماح الشجاع الباسل وأنت أعرف الناس بشعبك من خلال وقوفه معك من يوم أن توليت زمام الأمور والمسؤولية وهذا الشعب يساندك ويؤازرك رغم المصاعب والمعانات التي يواجهها ومع ذلك صامداً مع أجلك، يأمل هذا الشعب منك تحسين أوضاع المعيشة..
يا فخامة الرئيس شعبك يعلم علم اليقين بأنك حققت الانجازات الكثيرة والتي لم يستطع أحداً أن يحققها من قبل، برغم وجود شخصيات أكثر منك علماً وفهماً ومؤهلات وأكثر منك سياسة وأكثر منك سنناً وأكثر منك خبرة وأثبت بما لم يستطيع به الأوائل وكنت أنت دائماً الحريص على مصالح الوطن والمواطنين من خلال الزيارات للمواطنين والاستماع لمعاناتهم بنفسك وكذلك متابعتك للفساد واستئصاله ولكن في السنوات الأخيرة شوهد تشكيل حكومة من قبلك وهي التي قلبت الموازين رأساً على عقب وهي أيضاً التي تفشت بأنواع الفساد وهي حالياً تسمى بحكومة الفساد في أوساط الشارع اليمني ومن خلال هذه الحكومة ارتفعت الأسعار وغلاء المعيشة وخاصة أسعار المواد الغذائية الضرورية التي يحتاجها الشعب بشكل يومي ومستمر وكذلك أسعار المشتقات النفطية والغازية التي تعتبر من خير البلاد ومن خلال هذه الحكومة ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير، مما أدى إلى انحراف الشباب وتزايد نسبة الانتحار وكذلك انتشار الجريمة والسرقة والسطو والتقطع والنهب والقتل المستمر.
يا فخمة الرئيس من خلال هذه الحكومة ازدادت آلام المواطنين من خلال الجوع والفقر والمرض والظلم والجور والاستبداد والبلطجة والهيمنة والبطش والقهر والتخويف والترعيب والاختطاف والابتزاز الدائم الذي أصبح يعاني منه كل المواطنين.. وأنت يا فخامة الرئيس سيد العارفين بكل هذا الفساد السرطاني. ومع هذا لم تحرك ساكناً إزاء هذه الآفة التي أهلكت المواطنين.
يا فخامة الرئيس ألم يأتيك يوماً خبر أهل الجعاشن بما يحل بهم وما لحق بهم من ظلم واستبداد وابتزاز وترعيب وتهديد وقمع واعتقال بالسجون الخاصة ونهب وسرقة واحراق لممتلكاتهم من قبل شيخ الجعاشن. يا فخامة الرئيس ألم يأتيك يوماً خبراً عن أقسام الشرطة ويمارسوه من ظلم واستبداد وإذلال للمواطنين وإضاعة مظالم الناس وكذلك بما يواجه المواطنون في النيابات والمحاكم، ألا تنظر بشأن الحكام الذين يتلاعبون ويماطلون ويسوفون بقضايا المواطنين على حسب هواهم في جميع أنحاء الجمهورية والتي أصبح المواطن فريسة سهلة لهم.
يا فخامة الرئيس ألم يأتيك نبأ المتنفذين الذين استولوا على أراضي المواطنين في الجنوب وشكلت لجنة من قبلك يا فخامة الرئيس مكونة من عبدالقادر علي هلال وباصرة ورفعوا لسيادتك تقريراً يفيد بأسماء المتنفذين.. يا فخامة الرئيس الشعب يوجه لك سؤالاً وهو عبارة عن عتاب.. لماذا أهملتنا وسلطت علينا المرتزقة الذين لا يهمهم إلا مصالحهم والذين عكسوا صورة سيئة عنك من خلال الفساد الأخطبوطي.
يا فخامة الرئيس سامحنا على هذه الأسطر المؤلمة ولكن للأسف أنت السبب الأول والأخير وهذه الأسباب هي بعض التي جعلت الشعب يخرج ويثور ثورة البراكين مع أنه يحبك ولكن الألم والمعاناة أجبرته على ذلك وأسباب أخرى لم أذكرها هي التي جعلت الشعب يطالب بتغيير النظام.
علي محمد فوز
الأسباب التي أثارت الشعب للمطالبة بإسقاط النظام 1734