لكم خشينا على وطننا الحبيب هذا المصير الذي يعيشه اليوم، ولكم دعونا الله تعالى أن يجنب وطننا وشعبنا المكائد والفتن التي تقود إلى التربص ببعضنا وسفك دماء بعضنا وإزهاق أرواحنا، لا ندري لماذا، ومن المستفيد وكيف ستكون العواقب.
لحظات حرجة جدا بدأ الذعر والخوف يتسرب إلى المجتمع اليمني نسير في الشوارع وكأنها اللحظات الأخيرة التي نعيشها في أمن وأمان ، أصبحت الأحزاب السياسية والداعي القبلي نذير شؤم على مستقبل ومصير اليمن واليمنيين، الكل يتسلح بالحزبية والقبيلة عراك خطير أبطاله يكاد أن يكونوا غير حاضرين وضحاياه شعب مسكين طيب يرثي حاله، ويندب حضه السيئ الذي لم يجد من يقف معه ويحاول أن ينقذه من شر ما هو قادم .
أصبح الناس في هلع شديد وهم يشاهدون المذابح على الساحة الليبية، إذا كانت الأحزاب السياسية على الساحة اليمنية تؤمن باليمن وشعب اليمن وتؤمن بالمواطنة والإنسانية، فلن تترك اليمن حتى يصير كـ"ليبيا"، لأن الوضع سيكون أصعب مما نتصوره أو نتخيله، لابد على الجميع التضافر الصادق الذي يخدم اليمن والبدء السريع في تنفيذ المعالجات والإصلاحات التي يرتضيها الشعب ويقرها، لا نريد سفك للدماء وإزهاق للأرواح، فهذه أسهل الطرق بأيدي اليمنيين لدفاع عن أنفسهم وذواتهم وعصبياتهم التي لن تنتج سوى حرباً مفتوحة لا تخمدها أي معالجات، دماء اليمنيين غالية وأعراضهم أغلى والموت أشرف لكل يمني من وضع متهرئ يقود إلى الذل والهوان، إذا فركت أحزابنا السياسية بشعبنا وتمسكت بأطماعها.. فسنتبرأ منها وسندافع عن وطننا وكرامة شعبنا بكل الوسائل والإمكانيات ولن نقر أو نعترف بأي جهة كانت تقود اليمن إلى ما هي عليه اليوم ليبيا.
لن نؤمن بحزب حاكم أو أحزاب معارضة ولن نجعل مصير وطننا بأيديهم، الاعتصام التي تشهدها الساحة اليمنية حق مشروع كفله الدستور والقانون والذي في الوقت نفسه لم يكفل حرية جر الوطن والشعب إلى الفتنة والاقتتال، الأعمال الغوغائية التي تستهدف الاحتجاجات السلمية، هي من ستقودنا ووطننا إلى شراك الفتنة الظالمة، أيضا مضايقة المواطنين وتعطيل مصالحهم باسم الاحتجاجات لا تخدم النضال السلمي بأي شكل من الأشكال، لن يثبت اليمنيون حكمتهم وما تحدث عنه نبيهم بأنهم ارق قلوب وألين أفئدة إلا إذا حقنوا دمائهم، وحافظوا على مبدأ التعايش واحترام الإنسانية، القتلى الذين سقطوا في مختلف المواجهات بين المتظاهرين والمؤيدين جريمة كبرى في حق الإنسانية يتحمل مسؤوليتها من يدفعون أولئك الشباب إلى هذه الأعمال الإجرامية، أيضا عندما يتحدث البعض عن سقوط النظام على أي أسس تستند هذه الشعارات وما هي الضمانات التي تقدمها للشعب في حال المطالبة بسقوط النظام وهل عملية سقوط النظام في اليمن بالأمر السهل كما يريده من ينادون بذلك، هل سيضمنوا حقن الدماء ، هل سيضمنوا مصالح الناس وأرزاقهم واستقرار وظائفهم، هل سيضمنوا حياة لا تقل استقرارا عن هذه التي نعيشها اليوم أم أن الأمر مجرد مطالبات وشعارات واعتصامات تفتقر إلى ابسط الأسس التي تضمن كرامة الإنسان اليمني وسلامته، أعرف أن كل شيء بيد الله وأمره، لكن الله لم يأمرنا بان نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، كما أنه يجب على السلطة اليمنية التعامل الجاد والسيطرة الحريصة على الأوضاع وحل مشاكل الناس وهمومهم وتقديم التنازلات مهما كانت من اجل اليمن ومستقبل أجياله، إننا نثمن عالياً مبادرات رئيس الجمهورية ونطالبه ببدء التنفيذ السريع لما وعد به وتحدث عنه، كما ندعوا أبناء اليمن إلى أن يتقوا الله في دماء بعضهم وان لا يجروا الوطن إلى ما يحمد عقباه، ليستمر النضال السلمي وليستيقظ منطق العقل، وليعاهد الله كل يمني أن لا يعمل إلا من اجل اليمن وأبناء اليمن، نعاهد الله أن يكون ولاءنا له، ثم لمن يرتضيه أبناء اليمن قائداً لهم بالطرق السلمية والنزيهة ودون إراقة قطرة دم واحدة، العزة والشموخ لليمن والموت لمن لا يأبه بوطننا وشعبه ولا يكترث لمصيره.
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم 2162