في إطار الأسرة الواحدة تحدث أمور كثيرة وربما هذه الأمور تتفاقم لتصبح مشاكل تواجه هذه الأسرة.. وهنا يلجأ رب الأسرة إلى العديد من الوسائل تلك لحل المشاكل التي تواجه كيانه الأسري.
فكلنا يعلم أن الخلافات الأسرية أحياناً تكون بسبب الزوجة أو الأولاد.. فرب الأسرة لا يقبل مثلاً تصرفات تصدر من زوجته ومع ذلك تجنباً للمشاكل يتغاضى عنها وعندما يرى أنها في ازدياد يبدأ بالتعبير عن غضبه وسخطه من تلك التصرفات.
حتى الأولاد يحدث أن يبدأ بعضهم بالتمرد على رب الأسرة من خلال أشياء يطالبون بها كزيادة المصروف أو زيادة أوقات الخروج وهنا يعمد الأب أو رب الأسرة إلى احتواء أبنائه وتفهم مطالبهم والتحاور معهم في هذا الشأن، قد لا يقتنعون بوجهة نظره ولكنهم لن يتمردوا بعد ذلك لأنه احتواهم وحاول أن يفهمهم حقيقة وضعه وحاورهم بصدق دون مغالطة أو تزييف للواقع الذي يعيشونه أو فرض رأيه عليهم.
وهذا هو حال تصاعد واحتقان الأزمة في بلادنا، كون رب الأسرة "الرئيس" لم يحاول احتواء الشباب منذ البداية وتفهم أوجاعهم ومطالبهم وابتعد عن أسلوب الحوار ولجأ لأسلوب العنف وإلقاء الخطب الذي تحمل في مضمونها العديد من الوعود "المهدئة".
فالشباب اليوم غير شباب الأمس.. فالشباب اليوم هم شباب الانترنت والفيس بوك وبالتالي لن يقبلوا بالأقوال، بل بأفعال يرونها تطبق على أرض الواقع.
فيا رب الأسرة.. لماذا تتبع معهم أسلوب القمع والعنف؟! إن أبناء الشعب اليمني كلهم أبناؤك لماذا لم تحتويهم وتظلهم تحت ظلالك؟.. لماذا تستخدم العنف ضدهم وتسمح للبلاطجة أن يضربوهم؟.. كان عليك سيدي الرئيس منذ البداية أن تسمح لهم بالمظاهرة ليعبروا عن مطالبهم التي كانت في البداية بسيطة وبإمكانك تنفيذها، ولكن إتباع أسلوب العنف والقتل أدى إلى زيادة سقف المطالب المرفوضة من قبلكم سلفاً.
والحقيقة أننا نستغرب كثيراً وبتنا لا نعرف الحقيقة.. ففي خطاباتك وتصريحاتك تدين ما حدث في المنصورة من عمليات قتل وتدين استخدام السلاح ذي الذخيرة الحية على المتظاهرين وفي المقابل نجد أن هناك من يرمي قنبلة على متظاهرين عُزل في تعز والآن يتم استخدام الذخيرة الحية على متظاهرين عُزل في صنعاء ويتم قتل اثنين وجرح آخرين.
ألا يعد هذا يا سيدي الرئيس انتهاكاً متعمداً ضد المتظاهرين السلميين؟.. إن استخدام العنف والقتل وإراقة الدماء لن يجدي نفعاً، بل سيعمل على تصعيد الأمور.. فقد قلت أن كلام البلاطجة لن يمشي إلى الشارع وهاهو ذا يمشي على الشارع.. فالبلاطجة فرضوا أنفسهم لأنهم محميون من قبل الحزب الحاكم.
ألا تعلم سيدي الرئيس أن هؤلاء البلاطجة يرددون عبارات بالروح بالدم نفديك يا علي؟!.. ألا تعلم أنهم يحملون صورك؟!.. كيف تقبل أن يقتل أبناؤك وأنت تقف موقف المتفرج؟.. فمهما كان أنت رب الأسرة وبإمكانك منع الأذى عن أبنائك وإبعاد البلاطجة عنهم، لأنهم أساءوا إليك.. سيدي الرئيس إن الوقت لم يفت بعد فلماذا لا تتدارك الأمر قبل أن يفوت الأوان؟!.
كروان عبد الهادي الشرجبي
سيدي الرئيس أنت رب الأسرة 2368