مساحة كبيرة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة تذهب للقات ، وما يزيد عن 42% من المياه الصالحة للشرب تذهب لتسقي هذه الشجرة الخبيثة ، ناهيك عن ملايين الريالات التي تنفق من قبل الأسر اليمنية لاستهلاكه وما يزيد الطين بلة هو خطورة استخدام أطنان من المبيدات الحشرية المحظور استخدامها، والسماد الكيماوي عند زراعته وهناك جانب لا مرئي أشد خطورة وفتك يجب الوقوف أمامه دون تأخير، أطراف معادلته الأساسين هما الأم ربة البيت والبنين والبنات وطقوس القات اليومية.
نعم هناك وقت مهدور بلا ثمن، نزيف يومي لا طائل له من بدايات العصر حتى نهاية المساء تقضية الأم بين الأعشاب الخضراء وجمرات الشيشة، وهي في مربضها توزع الأوامر والتعليمات بتبرم وضجر من محاولات الأولاد تعكير ساعات "الكيف" نافثة الدخان في الغرفة وأصغرهم نائم بالقرب وأكبرهم يقلب القنوات الفضائية أو في الشارع أو على النت.
"أذهب وسخن العشاء؟! " " وأنت أيتها البلهاء ، أذهبي بعيداً لا أريدك أن تسمعي ما نقوله" وتشتد أوزار التعليمات العليا إذا ما كانت إحدى الجارات ضيفة في الدار ، ويصبح التبرم سلوك يومي يختلط مع ساعات (الشوهة) مع إحدى الجارات!.. وقت طويل يا سيدتي "المولعية" يذهب هدراً وتتسلل خلاله العلاقة الأنبل (الأمومة) بينك وبين أولادك ، وتكون النتيجة علاقة مهلهلة تربطك بفلذة كبدك ، ومستويات متدنية في التحصيل الدراسي!.. نعم تعيشين معهم تحت سقف واحد، لكنه عيش بلا روح وبلا رؤية أو فاعلية ولمن مازال لديها من الوقت متسع ، أبعدي سحب الدخان عن بيتك ، ضمي أولادك إلى صدرك ، وإذا كان لابد من شّر القات ، إياكِ أن تقضي خلواتكِ قي ملكوته ، أو ساعاتك في دردشاته التافهة، ضعيه في المرتبة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ، وإن لم تستطيع تركه بعد أولادك وزوجك وشوؤن بيتك، أحذري حواء غواية الشيطان وشجرة الشقاء، ومن يدري إلى أين عسانا نهبط هذه المرة؟، وتذكري تلك الشجرة المحرمة التي بسببها هبط "أبو البشر" من الجنة إلى الأرض!.
أمل عياش
المرأة.. وأضرار القات 1810