;
د/ الهام باشراحيل
د/ الهام باشراحيل

صحوة ضمير... 2127

2011-02-24 02:40:27


أظهرت لنا هذه الأيام صحوة لدى مدراء المؤسسات والمرافق الحكومية، بدأوا بتغيير معاملتهم بطريقة ( الرشوة) أو ممكن تسميتها ادلع يا موظف، ليس لصحوة ضمير فاقت عندهم فجأة وإنما لضمان سكوت الموظف واحتواء الغضب القادم ولكي تقل حدة السخط الذي بدأ يرتفع ضدهم، فهم غير تعاطي الرشوة والبحث عن القضية الدسمة لا يجيدون شيء.
أنظمة القهر والفساد وحب الأنا توصل البعض لمأزق نهايته الطبيعية طريق مسدود، والبعض توصله إلى هاوية فيسقط غير مأسوف عليه، والبعض منتظر قدرة لهذا بدأ البعض منهم بالتراجع من جبروته إلى إنسانيته، واللغة القرقوشية تغيرت، وقانون "حمورابي" للمواطن والموظف سوف تنتهي. (المسؤول أصبح مفعول)
السؤال هنا لماذا لم تكون هذه صحوة الضميرية موجودة عند أصحابنا الطيبين جداً من قبل؟
من كل حدب وصوب الوعود بدأت تنزل لنا، لدرجة أن الأمور اختلطت معي، يمكن تكون ليلة القدر نزلت للشعب اليمني، وعود إصلاحية وسريعة أسرع من الصوت، وعود أصبحت تدفق لنا كسيول والخوف من أن تفيض وتجرفنا، وعود تغييرية في كل مرة، وحوارات ومقابلات مع المواطنين والموظفين والشباب، يا لها من وعود لا توصف وما لهاش حل ( رهيب والله رهيب).
ضحكنا وبكينا في ذات الوقت, الحكومة تتخذ إجراءات لتهدأ الوضع وتلطيف الأجواء الساخنة، برشها قطرات ندى، وتوزيع الوعود الوردية، فعملت بتوزيع الوظائف على الشباب العاطل وزيادة الرواتب، وتقليل تعريفة الكهرباء والماء والتلفون، وجاء البعض من أصحابنا الطيبين، بوعود للموظف بزيادة رواتبهم وتوفير لهم مواصلات، والضمان الصحي، والحوافز والترقيات، وكل الوعود الوردية الجميلة، والمتعاقدين سوف يحلوا مشكلتهم، كل هذا خوفا من الخلع من كرسي السلطة، قبل خروج الشعب في المظاهرات، كانوا يغمضون أعينهم وأذانهم، لا تستطيع الحديث معهم أو رؤيتهم، أما اليوم انطلقت ألسنتهم بالوعود وتوفير متطلبات المواطن، أين انتم من هذا في السابق.
لماذا الآن بذات؟
إن الذين تم تعينهم سواء مدراء أو وزراء، لديهم فقر دم حاد، فقر دم معرفي بالشعب، يعرفون كيف ينامون لكي لا يصيبهم الأرق، لا ذاكرة قوية لأمتهم، خبراء في التردد وعدم المبالاة بالمواطن، أما قوة الاندفاع النفسي فقوية لديهم، سبحان الله، أصبحوا فجأة أهل جود وكرم وملبين طلبات المواطنين وتوفير فرص العمل وحل مشاكلهم من الأول للآخر، حديثهم أصبح يبعث الاشمئزاز، وكذبهم الكثير يصيب بالغثيان، بعد التغييرات الإنسانية الفجائية التي طرأت على شخصيتهم أطلقنا عليهم "الكذابون".
إن موت الشعور الإنساني في الضمير، وسيطرة الأنانية في الطباع، وجمع المال لذوي القربى والانـا، والالتصاق بكراسي السلطة، وعدم درايتهم بالمواطنين، تريد أن يكون الشعب عايش في سعادة وحياة حرة كريمة، أننا في جهد وبلاء وفي حرمان أسوأ من الحرمان نفسه، يجب أن تعرفوا أن خروج الأمة للشارع ونضالها جاء ليس للتخريب والاستهتار، وإنما لإسقاط ما لا ينسجم مع الاحتياجات الشعبية، ضبط الفساد وإحراق البطالة، وقتل طموحات الشباب، وإعدام المواهب، والحرمان من الحقوق.. الفرد يدين بحياته للجماعة، لهذا عليكم أن تفكروا في آلاف الناس فيما يأكلوا من طعام وما يسكنوا من بيوت وما حاجتهم، فتش عن مشاكلهم هذا حق الفرد للجماعة وحق الجماعة للفرد، لا نريد جماعة تأكل قوتنا، وتمزق ثيابنا، وندفن أحياء، عليكم بإخراج أعوان السوء من السلطة والحكومة، والمتملقين، يكفي ما منحتهم من المال والجاه والنفوذ.. سيعيشون الدهر في نعيم، لا أظن يا هذا بأنكم لا تعرفون عن ما يخرقون وما يسيئون وما يكتمون، الآن يتعاملون معنا كإبريق علاء الدين" شبيك لبيك" عندما تنتهي الأمنيات, سيعودون مثل السابق بل أسوأ.
برجكم اليوم وكل يوم
* الموظف الحكومي من مواليد برج الطفران، معروف للجميع ، راتبك هزيل وضعيف وعنده فقر دم ودائماً طائر في الهوى، لا قلق بعد اليوم، فالمسؤولين يؤكدون وبنزاهة وشرف أن برجك سيكون مليان سعادة وهناء، سيبدأ بفك السحر والعين عن مرتبك الشحيح، لكي تسهل أمورك، والعلاوات والترقيات ستعود. الله يستر
* الشباب العاطل من مواليد برج الخدمة، برج راعي با جيلك، سامحني وزعته، فلا تتعجل الأمور، إن شاء الله سنعطيك وظيفة، حاول تجدد قيدك كل عام وسيتم إحالتك للمعاش، الله يرحمك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد