نعم مثلما سقط فرعون الطاغية يجب أن تسقط كل فراعنة العالم الطغاة وليسقط الظلم الذي تشكو منه شعوب العالم, الظلم الذي قسم الأمة العربية والإسلامية إلى طبقتين الأولى برجوازية والأخرى تحت خط الفقر , الظلم

الذي بسببه تسيل الدماء الزكية هنا وهناك وتأخذ الحقوق والممتلكات غصباً وتنتهك الحريات والكرامة وكل القيم النبيلة, الظلم الذي تحول إلى عصا بيد كل ظالم ومستبد لا يخاف الله , في يد كل شيخ ومسؤول ومدير أمن

ورئيس نيابة ومسؤول بحث لضرب المواطن المسكين وما تبقى له من مكانه وكرامة , الظلم الذي بواسطته تم تجاوز كافة اللوائح والقوانين والتعاليم والقيم الإسلامية والعادات والتقاليد الحميدة , الظلم الذي بسببه تسيل دموع

الثكالى ويبكي الرجال وتمتلئ السجون بالصرخات والمقابر بالأنين والآهات.
نعم فليسقط الظلم الذي لم يميز بين الكفاءة والغباء، بين الأقدمية والوساطة , بين القدرة والعجز , بين الإخلاص والتشدق والنفاق , الظلم الذي يتمتع بفضله من لا يستحق ويتجرع به صاحب الحق الويل والحرمان ,

الظلم الذي أوصل السذج إلى أعلى المراتب والمناصب القيادية وجعل من الأذكياء شحاتين ومجانين ومنتحرين.
 إنه الظلم الذي دفع الشباب للتهريب وتجاوز الحدود والاغتراب وجعل من الشيوخ والعجزة أصنام باقية في مواقعها دون تقاعد أو عزل أو تغيير , الظلم الذي ورث الوظيفة وجعلها مغنماً لكل متسلط وفاشل , فليسقط الظلم

الذي جعل من أبناء الفقراء والخريجين طوابير في مكتب الخدمة المدنية وأصدر فتاوى التوظيف لأطفال التجار والمسؤولين وهم لا يزالون طلاباً في المدارس.
فليسقط الظلم الذي جعل الشرفاء بدون عمل في المنازل بعد سحب كافة الصلاحيات منهم , ورفع المنافقين الأغبياء في أهم المناصب القيادية , الظلم الذي ينفذ فيه القانون على الفقير والمسكين ومن لا ظهر له , ويستثني 

أبناء المشائخ والقيادات والتجار وغيرهم وكذلك هو الحال بالنسبة للفساد , ذلك الإخطبوط الذي جعل ثروات وخيرات البلاد مغنم وفيد لعتاولة الإفساد , فليسقط الفساد الذي بسببه تعثر تنفيذ المئات بل الآلاف من المشاريع

الخدمية وتهاوي الريال أمام كل عملات العالم فليسقط الفساد الذي حملنا ديون البنك الدولي والتهم المساعدات والمنح والقروض , فليسقط الفساد الذي جعل من مسؤولي الدولة تجاراً ومقاولين في الظاهر والباطن وبسببه صارت

الآلاف من أبناء الوطن شحاتين والبعض منهم يسد رمقه من صندوق القمامة , ولتسقط كل الحكومات والإدارات الفاشلة والقيادات الفاسدة.
 نعم فليسقط المسؤولون أصحاب الأرصدة في البنوك الأوروبية وأصحاب الشركات الخاصة في الأراضي اليمنية , فليسقط أصحاب الاتفاقيات والصفقات المشبوهة وليسقط كل من عبث بالثروات النفطية والحيوانية والبحرية

, فليسقط كل من تلاعب في جداول الكميات والمناقصات وكل من مرر التجاوزات والمخالفات فليسقط كل ناهب لأراضي الدولة والأوقاف وكل مغتصب لأراضي وعقارات العامة من المستضعفين.. فليسقطوا جميعهم في

مستنقع الخيانة والارتهان والعمالة.
 لقد حان الوقت لنقول لهؤلاء جميعاً: لا وألف لا.. الوطن ملك الجميع وخيراته ومكتسباته يجب أن تقسم بين الجميع بالتساوي، حان الوقت لتطبيق النظام والقانون المرمي في أدراج ودواليب الشؤون القانونية والجهاز

والنيابات والمحاكم , حان الوقت للانتصار لكافة الكوادر المؤهلة والكفاءة المبدعة لتأخذ دورها في بناء الوطن , بعيداً عن الحزبية والقبلية والمذهبية والسلالية وغيرها , الجميع سواء أمام الله قبل النظام والقانون ,

الوطن غالٍ علينا جميعا والوطن ملك الجميع والوحدة في حدقات عيون كل اليمنيين.