يقول المفكر الفرنسي "موريس دوفرجية" عن الديمقراطية "أن يختار المحكومون نظام الحكم وحاكميهم عن طريق الانتخابات".
وإذا عدت بذاكرتك عزيزي القارئ إلى الوراء ستجد أن الحكام الأكثر استبداداً في العالم كانت حكوماتهم تطبق مبدأ الديمقراطية في حكمها "طبعاً هذا حسب ما يدعون".
فقد أثبت التاريخ أن أشنع الجرائم ترتكب باسم أنبل المبادئ وعلى يد رجال هذه المبادئ أنفسهم الداعيين إليها، فقد ارتكبت "جرائم عهد الإرهاب" في فرنسا على أيدي أصحاب مبادئ الحرية والإخاء والمساواة، فقد أرتكب "بدل بوت" جرائمه في كمبيودا باسم المبادئ التي تنادي إلى حرية الإنسان وإلى خلق مجتمع نظيف لا فوارق فيه ينعم بالعدالة والمساواة والأمن والأمل.
وهتلر وموسولني صاحبا نظامين فاشلين وعنصريين مارسا الإرهاب والعنف والدمار والوحشية الفاحشة وأعتليا سلالم السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية وأعتبر نظاميهما ديمقراطي وإنساني خالٍ من الشبهات.
وهم في الحقيقة أكثر الأنظمة قسوة واستبداد وأكثرها هدراً لحقوق الإنسان ونحن في اليمن كذلك نظامنا يطبق مبدأ الانتخابات ويؤمن بمبدأ الديمقراطية شكلاً وليس فعلاً، والأحداث الأخيرة هي خير دليل على صحة كلامي، إذ كشف الحزب الحاكم عن مبادئه الحقيقية التي يؤمن بها ويطبقها على أرض الواقع وهي مصادرة الحريات واستخدام العنف والقمع ضد المواطنين وعدم الالتزام بمبدأ الرأي والرأي الآخر.
ونبذ التسامح ومبدأ حكم الأقلية في السلطة وغياب العدالة الاجتماعية ولا ننسى المبدأ الرئيسي الذي يستند عليه في إدارة الحكم وهو المبدأ الديكتاتوري.
لا لست أبالغ في وصفه بالنظام الديكتاتوري لأنه الآن يمارس ضد المتظاهرين باليمن أجمع ديكتاتورية مفرطة في العنف وسلوكاً إنسانياً مشيناً تقشعر له الأبدان، يتمثل بقتل المتظاهرين بالقنابل والأسلحة النارية، فأي ديمقراطية ينتهجها نظام الحزب الحاكم تلك التي تقتل الأبرياء وتمارس العنصرية وتبيد شعباً أعزل من السلاح يعتصم بالحق ويطالب بحقوقه المشروعة بالتظاهر السلمي للتعبير عن رأيه، أي ديمقراطية تلك التي لا تؤمن بإبداء الآراء، أي ديمقراطية بدون عدالة ومساواة.
إن الديمقراطية الحق التي لا يعرفها نظام الحزب الحكم هي قيمة إنسانية تجل وتقدر الإنسان فهي ضد العنف والقتل والعنصرية والقمع والاستبداد.
وباعتقادي الشخصي أن نظامنا الحاكم هو أكثر الأنظمة استغلالاً لكلمة الديمقراطية، فهو يتمسح بها ويتغنى بها، علماً بأنه أكثر الأنظمة استبداداً وأكثرها هدراً لحقوق الإنسان.
وقفة:
تحية شكر وتقدير لشباب اليمن في صنعاء وتعز وفي كل محافظات الجمهورية
كروان عبد الهادي الشرجبي
ديمقراطية بلادنا من نوع آخر 2116