إلى كل يمني حر شريف يأبى أن يدنس الوطن بقذارات الفساد والمفسدين، إلى كل أبناء الوطن المخلصين الذين يرفضون أن تدمر اليمن ومنجزاتها ومستقبل أجيالها لأسباب سياسية بحتة تدعي أنها وطنية وتعمل لليمن ومن اجل اليمن، وسرعان ما تنكشف أجندتها الظالمة لليمن واليمنيين.
 إن اليمن اليوم ليست الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية التي لكل منهما أهدافها وتطلعاتها الذاتية والمأجورة.. اليمن اليوم هو الشارع اليمني، هو صوت الحق الذي يخشى على وطنه وشعبه ومستقبل أجياله،هو ذلك الذي يرفع راية التغيير وفق أسس ومبادئ نبيلة تراعي المصلحة العليا لليمن واليمنيين، وليس كما يفعل مثيرو الفتن ومتبن التقليد الأعمى دون استشعار الفوارق المجتمعية بين اليمن والبلدان الأخرى،التظاهرات والاحتجاجات السلمية النظيفة من دنس التبعية الحزبية لاتسعى أبدا للتخريب ولا تشترط وتتمسك بعروض تعجيزية لايقبلها العقل والمنطق ، فأي منطق يقبل بالرحيل الذي تتبناه لافتات وشعارات محتجين، وعلى أي أسس يكون ذلك الرحيل الذي ينادون به.
 إلى أين يريدون الذهاب باليمن واليمنيين، ليس دفاعاً عن الرئيس علي عبد الله صالح وان كان يستحق ذلك، إنما هي المسؤولية الوطنية التي يجب أن يقدر أمانتها ويتحمل مسؤوليتها كل مواطن على أرض اليمن الطيبة ،نحن مع التغيير ونطالب بالتغيير وهذا مبدأ قد تبناه الرئيس علي عبد الله صالح ، وبدأ العمل فيه، فلماذا لا نترك له الفرصة والوقت اللازم للإصلاح والمعالجة وفق إرادة الشعب التي أجزم أن فخامة الرئيس معها قلباً وقالباً، يجب أن نحافظ على وطننا وان نتعمق في دراسة الأحداث جيدا، يجب على الأقلام الشريفة والإعلام الصادق الوقوف الجاد مع اليمن وشعب اليمن، بعيدا عن أية انتماءات توجه أصحابها، في مثل هذه اللحظات الحرجة يجب علينا أن نكفر بالتسييرات الحزبية والمذهبية والمناطقية ونخول تسييرنا لما تقتضيه مصلحة الوطن والشعب، فإذا كانت مصلحة اليمن تقتضي التغيير فلنعمل من اجل ذلك ولنمنح الفرصة لأصحاب القرار وطالما هناك تجاوب وتعاون وتغيير ملموس، فلا حاجة لأن نخرج إلى الشارع لنتقاتل فيما بيننا .
من ينكر أن هناك جهات تعتبر هذه اللحظة التي كانت مخاض التجربة التونسية فرصة سانحة لن تعوض لتحقيق
مآربهم وأهدافهم الذاتية، وأهمها تمزيق اليمن والعودة به إلى ما قبل الوحدة اليمنية1990م ، من ينكر أن الأزمات في اليمن سيكون مردودها خطير جدا على حياة اليمنيين ومستقبلهم، هذا ليس تخويف أو وقوف في وجه المطالب العادلة فالمطالب العادلة مهما كانت فهي تجعل نصب عينها مصلحة الوطن والشعب ولن تؤثر مطلقا على الحياة اليمنية ومستقبلها، فيا أبناء اليمن اتقوا الله في هذا الوطن واتقوا الله في أنفسكم فدماؤكم غالية وأخوتكم أغلى، فلا تظلموا وطنكم وشعبكم بظلمكم لأنفسكم واتباعكم أهواء من يبغضون أمن اليمن وسلامته ومستقبله.
لا نريد سماع دول الغرب تتحدث عن شأننا وتفرض تدخلاتها على وطننا الحبيب،سنقف صفاً واحداً ويداً واحدة في وجه الفساد والمفسدين ومن لا يؤمنون بالتغيير ، كما سنقف في وجه كل من يرفضون عملية الإصلاح التي تمثل المطالب الحقيقية لأبناء اليمن، ويصرون على إشعال الفتن بين أبناء اليمن الواحد،يا أبناء اليمن نناشدكم الله هذا الوطن حافظوا عليه ممن يريدون له الدمار والخراب والسقوط إلى وحل المؤامرات وذل التدخلات، لنكفر بالأحزاب والمنظمات ولنؤمن بشيء واحد هو الوطن ولا شيء سواه.
aldahiad@yahoo.com