قالوا لماذا تتحدثين دائماً عن إصلاحات شاملة؟ قلت لأني أطالب بالتغيير!!
قالوا أي تغيير تنشدين؟!
قلت: الهادف لتحسين الأوضاع وتصحيح الأخطاء.. أليس التغيير هدفكم؟!
قالوا: نعم ولكن التغيير الشامل الساعي لتغيير نظام الحكم.
قلت: قد يكون معكم حق.. فالأوضاع من سيء إلى أسوأ وكلما نقول: إنها ستفرج نجدها تزداد تعقيداً.. وعلى الرغم من ذلك لن أطالب بتغيير النظام وإسقاط الحكم.. فهذا لن يجدي نفعاً في الوقت الراهن لا

تستغربوا، إنما أدرسوا الموضوع من كافة النواحي إذا تم الإصرار على إسقاط الحكم فهل هناك البديل؟! اعلموا عندما أقول البديل لا أقصد به أي فرد من القيادات السابقة في الحزب الاشتراكي أو أي حزب آخر فمثلما هناك

أخطاء للحزب الحاكم هناك أخطاء للحزب الاشتراكي فما نعانيه اليوم خصوصاً نحن أبناء محافظة عدن من مآسي وآلام كان سببه التهور الذي حدث من قبل المسؤولين والقادة في الاشتراكي.
إن شباب مصر كان قد قبل بالمبادرة التي أطلقها الرئيس حسني مبارك ولكن ما حدث من قبل مؤيديه جعل الأمور تتغير وتنحني منحنى آخر، فبعد أن سقط ما سقط من الشهداء وأريقت الدماء رفض الشباب المبادرة وأصروا على

رحيل مبارك.
فلماذا لا يتم الاستفادة من الدروس وعدم تكرار الأحداث حتى لا يحدث ما نخشاه والغريب في الأمر أن المسؤولين والوزراء يعرفون أن البلاد على كف عفريت وفي طريقها للانحدار إلى الهاوية مع ذلك تجدهم يصرون على

إصدار القرارات التي من شأنها إثارة الغضب في نفوس المواطنين من أبناء مدينة عدن ومن تلك القرارات قرار وزير التربية والتعليم بجعل يوم الخميس يوماً دراسي في المدارس الخاصة هذا القرار الذي ألزم الأهالي بإحضار

أبنائهم يوم الخميس في حين أننا نجد أن هذا القرار لا يطبق في محافظة صنعاء، والمشكلة الكبرى أن وزارة التربية والتعليم حرصت كل الحرص على تطبيق القرار وذلك بفرض عقوبة على المدارس والتهديد بإغلاقها إذا لم يتم

تطبيق القرار ولم تكلف نفسها عناء الجلوس مع المدرسين في المدارس الخاصة والسماع إلى همومهم ولم تبادر وزارة التربية والتعليم بالسؤال عما إذا كان القرار الذي أصدرته بشأن الراتب الذي يتحصل عليه المدرس في

المدارس الخاصة تم تطبيقه أم لا ولم تفكر حتى بفرض عقوبات للمدارس المخالفة والتي لم تلتزم بتطبيق قرار التربية بهذا الشأن، هل تعلم وزارة التربية والتعليم أن هناك مدرسين ومدرسات يستلمون "12" ألف ريال راتب

وهناك من يستلم أقل من ذلك؟! لماذا لا يتم الاهتمام بهذا الأمر وإعطائه أهمية وأولوية فهو أهم بكثير من مسألة ذهاب أولادنا إلى المدرسة يوم الخميس، قد تجد عزيزي القارئ أن هذا الأمر بسيط ولكني أراه عكس ذلك فهو

قرار مستنفذ لماذا القرارات لا تفرض إلا علينا نحن أبناء محافظة عدن؟!
والشيء الآخر أو التساؤل الآخر الذي يفرض نفسه هو لماذا لم يتم إقالة وزير الصحة على إثر انتحار المريض من الدور الرابع!! ماذا تنتظر الحكومة من هذا الوزير.. ألم يكن باستطاعته إعفاء هذا الرجل من المبلغ

وتركه يذهب إلى حال سبيله ويعيش بين أولاده، ما فائدة دفع المبلغ الآن بعد أن مات المريض؟!
علماً بأنه تكن هذه الغلطة الأولى والوحيدة التي يرتكبها وزير الصحة دائماً بل سبقتها عدة غلطات وأخطاء منها صفقة اللقاحات القاتلة وغيرها من الأخطاء.. فلماذا لا يتم أقالته ومحاسبته؟!
إن بقاء وزراء على شاكلة وزير الصحة يعد أمر تكتنفه الشبهات ويشوبه الغموض.
إن الوقت لم يفت فلماذا لا نجعل في عملية الإصلاحات الحقيقية وأخيراً دعوا الجماهير تعبر عن رأيها بالطرق السلمية ولا تستعملوا معها العنف والقمع بما في ذلك من مصلحة للجميع.. والله من وراء القصد.