أصبحت ذكرى "الفالنتين" يوماً قومياً يجب الاحتفال به كل سنه وفي هذا اليوم تلبس الأرض حُلة حمراء فيطغى اللون الأحمر على كل شيء من حولنا...
وصارت كل شرائح المجتمعات في معظم بلدان العالم تحتفل بهذا اليوم الدخيل علينا وتنتظره بفارغ الصبر وتعد له الأشياء الحمراء فمن لا يحضر لزوجته أو خطيبته هدية في هذا اليوم لا يرى منها إلا العين الحمراء ...
أما عن شبابنا فمن يريد أن يتودد لفتاه فسيهرول لشراء وردة حمراء ليخترق بها أسرار تجاهلها علماً بأن الوردة الحمراء يتضاعف سعرها إلى عشرة أضعاف في هذا اليوم ...
المرأة هي الأخرى تتفنن في تحضير هدية لزوجها ولا تنسى أن تصبغ نفسها باللون الأحمر ابتداءً من شعرها وشفتيها وانتهاء بأظافرها وملا بسها وعينك ما تشوف إلا الأحمر !!!
فإذا ما نزل أحد إلى السوق وجد محلات الهدايا والمكاتب (حِج يا حاج) فالكل منشغل بإختيار الهدايا الحمراء والكل في هذا اليوم يصل كرمه إلى مداه ويسخر ما معه ليشتري وردة حمراء أو بالوناًً على شكل قلب أو بطاقة
داخل مغلف أحمر....
الشيء الطريف في الموضوع أن تجد الشاب يغطي رأسه بكوفيه حمراء بغض النظر عما قد يرتديه من ملابس بلون أخضر أو أصفر أو بني وتجد البنت تبرز شيئاً عليها لونه أحمر إما منديلاً احمر أو حقيبة حمراء أو حذاءً أحمر
ـ وهذا بحد ذاته أمر مزعج وملفت للأنظار..
وهنا أتذكر امرأة كبيرة في السن حينما وجدت فتاة من ساسها لرأسها أحمر في أحمر في إحدى الأماكن العامة فسألتني: أيش في اليوم يا بنتي؟ فرديت: هذا "يوم الحب" يا حجه والكل يلبسوا أحمر فسألتني وأنتِ ليش ما
تلبسي أحمر ؟ فرديت مش غبية عشان أقلد الأجانب؟؟ فضحكت وقالت (إن كان حبيبك ثور البس له أحمر)...
مشكلتنا نحن العرب أننا نقلد الغرب ونهتم بالشكليات دون المدلولات.. فبعد هذا كله هل مازلتم مصممون على "الفالنتين" خاصة هذا العام الذي يتوافق ما أسميتموه "عيد الحب" مع ذكرى المولد النبوي الشريف؟.
باختصار يوم "الفالنتين" في كل عام هو يوم (الضحك على العقول) ولكن بالأحمر!!!
أحلام المقالح
هل مصممون على الفالنتين؟؟!! 1892