مما لاشك فيه أن الديمقراطية هي تعددية سياسية، هي حزب حاكم ومعارضة، هي حرية الرأي والرأي الآخر، هي حرية الصحافة والإعلام.
الديمقراطية هي احترام الحقوق والحريات العامة والخاصة ، هي تعدد وسائل الرأي والإعلام، هي التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومنافسة شريفة يكون المال العام والإعلام والجيش محايد.. الديمقراطية هي حرية الكلمة والمساواة الاجتماعية والعدالة في توزيع الثروات والمساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع..إلخ.
فلا يمكن أن يكون هناك بلد ديمقراطي بدون معارضة تراقب أداء السلطة وعملها ولا يمكن أن يكون هناك معارضة بدون حزب حاكم، فلا بد أن يكون هناك أحزاب سياسية تتنافس بطريقة ديمقراطية للوصول إلى سرية الحكم من أجل النهوض بالوطن، فمن حق أي حزب سياسي وفي أطار القانون والدستور بأن يعارض وأن ينافس ويعمل برنامج ويصل إلى السلطة وهذا لا يريده الحزب الحاكم والسلطة السياسية في اليمن وللأسف الشديد، فإن السلطة ورموزها لها ديمقراطية من نوع خاص.. ديمقراطية حسب الكيف والهواء، ديمقراطية بما يتناسب مع مصالحها وليس مع مصلحة الوطن.
فالسلطة تريد ديمقراطية تثبتها في الحكم وعلى كرسي العرش فقط، فلا تريد ديمقراطية تثبت الأمن والاستقرار وتعزز التنمية والاقتصاد وتقوى الوحدة الوطنية وتحسن من المستوى المعيشي للفرد، هم يريدون معارضة شكلية فقط أمام الرأي العام المحلي والدولي والمنظمات الدولية والدول الغربية والدول المانحة، يريدون ديمقراطية لأجل التسول والحصول على المال من الدول الغربية والمعاهد الديمقراطية بحجة الديمقراطية وتعزيزها في اليمن ، يريدون ديمقراطية لنهب المال العام واستنزاف الخزينة العامة بحجة انتخابات غير حرة وعادة ومزيفة، يريدون ديمقراطية أساسها القمع والإكراه ومصادرة الحقوق والحريات وفي الحقيقة فإن السلطة وحزبها الحاكم هم يعرفون الديمقراطية وأصولها وسماتها جيداً ولكنهم لا يؤمنوا بها ولا يطبقونها إلا كما أسلفنا سابقاً حسب كيفهم ومصالحهم، فهم يعرفون جيداً أنهم إذا ما مارسوا ديمقراطية حقيقية سوف يصبحون خارج السلطة ولذلك هم عاجزون على العمل الديمقراطي الحقيقي.
وأخيراً أني أحذر السلطة وحزبها الحاكم من ممارسة ديمقراطيتهم الزائفة والمضللة لأنها سوف تصل بالبلاد إلى الهاوية ـ لا سمح الله ـ وأن يمارسوا ديمقراطية حقيقة تخرج الوطن من أزماته المتعددة ومن النفق المظلم وبدلاً من الدولارات التي ينفقونها في ديمقراطيتهم المشبوهة أن ينفقونها في التنمية الشاملة، أن يكون هناك نظام ديمقراطي حقيقي لأنه ما يوجد اليوم هو نظام غير ديمقراطي، فأتقوا الله في أنفسكم وفي شعبكم ووطنكم ، فاليوم حكاماً وغداً محكومين، وما زين العابدين بن علي عليكم ببعيد.. والله من وراء القصد.
علي سعدان
السلطة وديمقراطية الكيف 1330