إن الكثير من الحقائق والمسلمات لا تقبل التشكيك أو الاختلاف كونها واضحة وثابتة.
فالأمن والأمان يولد الاستقرار ومنه تصل إلى البناء والتنمية والرخاء وتحسن الوضع المعيشي لكل أبناء الوطن.
والحرص والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ومحاربة الفساد ليس هماً لأحزاب المعارضة وحدهم كما يروجون، بل هو هم ومطلب كل مواطن. إلا أننا كمواطنين نؤكد على ضرورة الالتزام من الجميع والتمسك بالطرق القانونية والديمقراطية السلمية لتحقيق أي مطالب مشروعة وقد استمعنا جميعاً إلى كلمة الأخ رئيس الجمهورية أمام مجلسي النواب والشورى والتي كان مبادرة ملخصية لما كان يطالب به ويردده خلال السنوات الماضية وملبية لكل مطالب اللقاء المشترك وكل القوى السياسية ودعوتهم للحوار والمشاركة في الحكم ومحاربة الفساد والتخريب.
الأمر الذي يجعلنا نوجه كلامنا كمواطنين عاديين إلى قيادات المعارضة بأنه إذا كانت جميع المطالب التي تريدونها قد تم الموافقة عليها وتلبيتها ولم يعد لديكم أعذار أو مبررات، فلماذا لا تتوجهون للحوار ومناقشة قضايا ومصالح الوطن والمواطن بدلاً من التحريض وإثارة الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد!، حيث لم يتم ردكم على مبادرة الرئيس حتى الآن؟.
أتمنى من جميع أبناء الوطن وخصوصاً المعارضة استيعاب وفهم مبادرة الأخ الرئيس بشكلها وأبعادها الوطنية والصحيحة في الحرص على وحدة وأمن واستقرار الوطن والمواطن وتأكيداً لنهجه الحكيم والمعتدل الذي تعودنا عليه في معالجة وحل الأزمات والقضايا الوطنية، بعيداً عن التعنت والتعصب والمصالح الشخصية.
وعلى كل مواطن عدم الاستماع إلى من يشكك أو يقلل من أهمية هذه المبادرة بدافع العنصرية أو الحزبية والمصالح الشخصية والسير بالبلاد إلى الخراب والقتل والدمار دون أية مبالاة.
أن ما يحدث في بعض الدول العربية لا يمكن مقارنته بالوضع في اليمن، فحرية التعبير التعددية الحزبية والانتخابات الحرة والسلطة المحلية واعتماد القيادة للحوار المستمر لا توجد في أي بلد عربي آخر، إضافة إلى خصوصية المجتمع اليمني في القبلية وامتلاك الأسلحة ووجود عدد من الجهات ا لتخريبية سوف تدخل اليمن في حروب وصراعات معقدة لسنوات طويلة لن يسلم منها أحد.
والذي يجب على كل المواطنين اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية أن يحافظوا على أمن واستقرار ووحدة وطنهم ومحاربة الفساد والمفسدين من خلال وعيهم وتمسكهم بالنهج الديمقراطي السلمي المتاح أمام الجميع واختيار الأشخاص المناسبين والشرفاء لتمثيلهم في الهيئات الدستورية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب المختلفة.. وعدم الانحراف والسير خلف الدعوات المتطرفة والتخريبية من بعض الشخصيات لتحقيق مصالحها الشخصية سواء في المعارضة أو المؤتمر.
فقد أثبت التاريخ والتجارب بأن المخربين والمفسدين يفرون من الأوطان بعد تدميرها ويتركون القتل والتشرد والمجاعة للمواطن البسيط من أمثالنا.
إننا ندعو جميع قيادات المعارضة والمؤتمر لتحمل مسؤولياتهم الوطنية بأمانة وصدق والتوجه إلى الحوار والتفاهم وتركيز جهودهم لإعداد برامج سياسية مجدية وأهمية الالتزام بالنهج الديمقراطي في تحقيق البناء والتنمية والتخلص من الفساد والمفسدين بالطرق السلمية بدلاً عن التركيز على التحريض وإثارة الفتن والكراهية ودعوات التخريب.. كما ندعو الحزب الحاكم "المؤتمر" بالعمل على محاربة الفساد للحفاظ على وحدة واستقرار الوطن والحفاظ على ثقة القاعدة الجماهيرية الواسعة الذي يتمتع بها في جميع مناطق اليمن العظيم.
عبدالكريم الشاعر
من أجل الوطن.. تحاوروا 1652