إن اليمن العظيم الذي قهر عبر تاريخه النضالي كافة المؤامرات والدسائس والخيانات،يقف اليوم بشموخ ليعلن للعالم بأسره انه مازال في ذروة تماسكه وقوته النابعة من الرأي السديد والحكمة اليمانية، التي لطالما كانت الحصن المنيع
والحزام الواقي الذي يمنع عن هذا الوطن مؤامرات الجبناء وأحلام الطامعين.
لن نستذكر تاريخ اليمن قبل العام 78م من القرن الماضي لنقارن ذلك بما أصبحت عليه اليمن بعد هذا التاريخ وحتى يومنا هذا، فرغم الأحداث المختلفة التي شهد تها اليمن من مؤامرات وحروب متعددة الأوجه والتوجهات إلا أن
الواقع يحدثنا عن انجازات عظيمة وانتصارات وطنية لاينكرها إلا المزايدون الكافرون بوطنهم المتنكرون لهويتهم حقدا وانتقاما من أنفسهم بسبب فشلهم في تحقيق أحلامهم ومآربهم، وهم القلة في هذا الوطن ولايمثلون إلا أنفسهم.
فخامة الرئيس ـ علي عبد الله صالح ـ بمبادرته التاريخية التي أعلنها للعالم قد جسد روح القائد الوطني الوفي المحب لشعبه الغيور على وطنه ، لقد اثبت هذا القائد أن الحكمة اليمنية هي الخلاص لمن يريدون الخلاص وهي المخرج
الوحيد لمن يريدون تعدي الأزمات وكبح أجنحة التحديات والمراهنات،لأنها صادقة وتحتاج إلى رجال صادقون،كثير هم أولئك الذين ظلوا يترقبون الغضب اليمني وهم واثقون ثقة عمياء بأن الساحة اليمنية لن تكون كساحة تونس أو
مصر،لمعرفتهم الجيدة بالتركيبة اليمنية التي لا تتشابه مع أي مجتمع من المجتمعات،ولأن الله مع اليمن وقد بشر بذلك على لسان نبيه الكريم كانت مشيئة الله أن من على هذا البلد الطيب بالقائد الإنسان الذي استطاع بتوفيق من الله أن
يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة شعبه ومستقبل أجياله، مقدماً كافة التنازلات التي زادته حبا وعظمة وتأييدا من قبل شعبه أولا، ثم الشرفاء في هذا العالم، اليوم نعلنها بكبرياء وشموخ أننا كنا على حق، عندما كنا نتحدث عن هذا
القائد الإنسان ونفاخر به ونعتز ونثق بحكمته ومواقفه، ففي الوقت الذي تشتعل فيه مختلف الساحات العربية التي أربكتها سياسات حزبية وضفت إرادة الشعوب إلى ما يخدم مصالحها وأطماعها وتدخلات أجنبية تحاول فرض مايخدم
مصالحها أيضا وأطماعها، ففي هذا الوقت الحرج الذي بشرت فيه مختلف التصريحات المحلية والعالمية بان الدور القادم على اليمن، انتصرت اليمن وانتصر الزعيم علي عبد الله صالح وانتصرت إرادة الشعب التي قالت للعالم بان
مطالبها لا تحتاج تدخلات الغير أو توظيفها لما يخدم مصالح معينة على حساب الوطن والشعب، وما قدمه الرئيس وافيا وشافيا ومقنعا، وزاد الشعب ثقة بقائده الذي لن يتخلى عنه مهما كانت الظروف ومهما تكالبت المؤامرات
والتحديات،تحية حب وتقدير لشعبنا اليمني العظيم الذي خرج ليعبر عن إرادته وليوصل رسالته للعالم ، كما هي التحية لكافة القوى السياسية التي تجتمع على طاولة الحوار واضعة نصب عينها مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات،
كما يجب أن يدرك الجميع بأن إرادة الشعب تقول لا شرعية لأي قوى سياسية تسعى لخلق الفوضى وإشعال الفتن بين أبناء اليمن الواحد، لا شرعية لمن يرفض الإصلاحات والتنازلات من اجل اليمن واليمنيين وستبقى اليمن بوعي
شعبها وإرادته الصخرة الصلبة التي تتناثر عليها مؤامرات الجبناء وخياناتهم وعمالتهم، حمى الله اليمن وحفظها وشعبها، وهذا هو اليمن أيها العالم.
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
هذا هو اليمن !! 1834