;
علي الربيعي
علي الربيعي

ماذا يريد الوطن؟ 1690

2011-02-05 02:42:57


ما حدث في تونس ويحدث في مصر وقد يحدث في أي بلد هو الجواب عن السؤال الذي عجزت أنظمة الحكم عن فهم حله أو بمعنى أصح لم تهتم أو تبحث عن حله.
 عندما تعاملت الأنظمة مع شعوبها على أنها قطيع يوجهه الراعي لا إلى مناطق العشب والخضرة ولكن إلى مناطق الحدب وتطارده الكلاب كلما توجه نحو المراعي الخصبة لتستأثر بها لنفسها دون الآخرين.. عقمت الأنظمة

وعجزت عن تقديم أو تطوير وتحديث وسائل الإنتاج وقدمت وطورت وسائل الإفساد التي اكتسبتها خلال فترات الحكم الطويلة ووجد المواطن نفسه ضحية الكذب والنفاق والدجل السياسي في نفق لا يمكن الخروج منه بوسائل

الحوار لأنها مسدودة في وجهه أو ممنوع من تناولها أو حتى الحديث عن رأيه حولها وإن وجد لدى البعض حيزاً أو هامشاً شكلياً للحديث أو التعبير فإنه لا يجد من يسمعه أو يصغي إليه أو يحترم رأيه أو إنسانيته أو يهتم لمشاكله

وأوضاعه ومعاناته.
 ورغم أن الأنظمة عسكرية تناسى أصحابها أبسط القواعد العسكرية عندما تعاملوا مع الشعوب في الجانب الآخر كأنهم أعداء، فأطبقوا عليهم الحصار ولم يتركوا لهم منفذاً للقرار أو الخروج أو التعامل عندها لم تجد الشعوب مفر

آمن من المواجهة مفضلة نتائج المواجهة على نتائج قد تكون نهايتها الصوت في الحصار جوعاً وبؤساً وبطالة.. المواطن في كل الدنيا يبحث عن الأمن والعيش الكريم ، يبحث عن العدل، يبحث عن المساواة، والذي يفتقد الكثير

منه المواطن العربي ويبحث عنه ويشتكي من غيابه.. وهو ما فجر ثورة الشباب في تونس وفجرها في مصر دون توجيه حزب أو مؤامرة خارجية أو تدخل من أحد وإن كان الحال لا يسر ولا يفرح عند مشاهدة مناظر الجمال

والخيول تجتاز حواجز ميدان التحرير في القاهرة بسيوف وخناجر البلطجية التي شدخت رؤوس الشباب والناس والأطفال إلا أنه يعكس حقيقة وطبيعة ما نتحدث عنه.. من تشكيلة تحت قبة الفساد أنتجت هذا التزاوج والانسجام

العجيب بين الحرمية والبلطجية وعصابات ومافيات ناهبي المال العام.. الذي استهدفوا حركة الوعي اليقظة والوطنية العالية، التي ظهر بها الشباب في محاولة يائسة لترويع من طال ترويعهم غير مدركين أن هؤلاء تجاوزوا

مرحلة الخوف إلى غير رجعة.
 كان الشباب يبحثون عن أقل التنازلات التي قدمتها الأنظمة، لو أن تلك الأنظمة أعارتهم القليل من الانتباه والاحترام والتعامل معهم على أنهم بشر يستحقون الكثير من الإنصاف وتلبية المطالب المشروعة قبل خروجهم إلى الشارع

وكسرهم حاجز الخوف وهو الذي أدى بهم إلى رفع سقف المطالب لأنهم وصلوا إلى مرحلة اللاعودة والمهادنة مع أنظمة فقدت الثقة والمصداقية ورفضت الاستماع لأصوات الشعوب، مفضلة عليها سماع أصوات المتزلفين

بالأبواب والمتملصين والمداحين الذين يقدمون الصور المزيفة والأوهام الخادعة والأماني الباطلة التي يكشف زيفها صوت الجمهور وهو يطالب بالرحيل ولا يقبل بشيء غيره، فهل يعتبر الآخرون ويعيدوا حساباتهم ويصحون من

غفلة طال أمدها؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد