الكثير من علماء البيئة ويتفق معهم العديد من المختصين بشؤون المياه إلى أن تيار الماء السريع يغسل النهر ويطهر مجراه من الرواسب والعوالق ويتخلص من الأقذار ويلقي بها بعيداً دون مبالاة.
حتى بعض الحمقى الذين يصرون على قضاء حاجاتهم حيث يشربون.. يحميهم تيار الماء السريع من مغبة فعلهم الشائن ويحمي سواهم من سوء عاقبة ما فعلوه.
وهكذا الآن تسير الأمور في كل مناحي الحياة العامة والخاصة.. وقال القدماء: إن الحركة تأتي بالبركة أي أن التوقف غير مرغوب فيه لأنه يسبب المشاكل.
الآن المشهد في الساحة السياسية في اليمن يقول لنا أشياءً كثيرة ويخبرنا بوعد ووعيد وبعد الحديث الأخير لفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح – انفتح باب واسع للمشاركة السياسية في أعلى سلطات الدولة وأن عملية
الانتخابات القادمة الجديدة ستمر بمراحل إعداد دستوري وقانوني وأنه من خلال لجان الحوار سيتم معاجلة الكثير من الأمور المتعلقة بمستقبل الشعب والوطن وستكون المسؤولية جماعية ومشتركة.
وخلال الفترة الماضية شهدت اليمن العديد من المسيرات والتظاهرات وخرج الناس من عدة قوى سياسية إلى الشوارع للتعبير عن معاناتهم وطموحاتهم وآرائهم في وضع البلد ومستقبله.. وقال كل من يريد شيئاً أن يقوله.
إنني مع حرية التعبير.. فهي من حق الناس.. ولكن يجب أن ألفت الانتباه إلى مسألة مهمة وهي ضرورة المحافظة على البيت الذي نعيش فيه جميعاً، وهو الوعاء الذي نمارس فيه الديمقراطية ونتوخى الحذر من الفوضى
التي يمكن أ تحدث لو استمر البعض في تناول شرعية النظام والقيادة بأقوال بعضها لا أساس لها من الصحة.
إن الرئيس منتخب من الشعب وهذه حقيقة، والملاحظات حول الانتخابات وظروفها لا تؤثر لا من بعيد ولا من قريب على النتيجة النهائية.. فما هي جدوى التقول والتشكيك والاستمرار في هدم شرعية النظام وشرعية
الرئيس؟!.
ما أقوله لا يعني أنني منحاز لجهة معينة.. ولكن لكون أن المرحلة المقبلة أهم ما يمكن أن تضيفه إلى رصيد العمل الوطني هو استمرار بناء العملية الديمقراطية ودفعها إلى الأمام واستكمال البرامج الإصلاحية.. لقد وعد
الرئيس/ صالح في كلمته الأخيرة بإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي واسع المدى.. وقال: إن عصر المبايعة والتوريث قد ولى وانتهى.. فهل نصدق ما قاله الرئيس في هذا الصدد ونبدأ جميعاً في دفع الأمور إلى
الإتجاه الصحيح ونبحث في تعديل القوانين المقيدة للحريات وإلغاء القوانين سيئة السمعة؟!.
نبدأ في المطالبة بحركة تغيير واسعة وسريعة تطهر مجرى النهر الوطني مما شابه من عوالق ونطالب بدفع الأجيال، التي تأخرت كثيراً إلى مقدمة الصفوف أم نظل لا نصدق ونتقوقع في خنادق السلبية.. لنطعن في شرعية
النظام ونشغل أنفسنا بمسألة التوريث أو الخلافة ونترك الأمور المهمة لمصلحة الوطن والمواطن.
إن السؤال المطروح الآن على الناس أولاً وعلى مشاركي ومراقبي الحياة السياسية ثانياً: أليس الأولى بنا أن نشعر بشيء من الفرح والسرور لخطوة تم انجازها ونطلب التقدم خطوات أخرى وبسرعة وقوة لانجاز المزيد؟!
أم أن نعشق الحزن والألم ونضاجع اليأس والمرارة؟ لأن الفوضى لم تحل ببلادنا فجأة ونجد أنفسنا على قارعة الطريق الدولي نطلب الإعانات والمعونات وقوات التدخل السريع من هذا أو ذاك؟!.
إننا نتوقع أن تتخذ خطوات إصلاحية يتفق عليها الجميع وتنفذ بقوة وإيقاع أكثر سرعة مما اعتدنا عليه.. لأن الظروف العامة تقتضي ذلك ومصلحة البلاد تتطلب زيادة الإيقاع ليتمكن التيار السريع من تطهير النهر وتجاوز الذين
يريدون هدم البيت اليمني من المتخصصين في هدم المستقبل.
نبيل مصطفى الدفعي
لنتفق لتجاوز من يريدون هدم البيت اليمني 1787