;
سعاد محمد عبدالله
سعاد محمد عبدالله

اللص المهذب 1964

2011-01-31 04:39:02


في الشعر العربي أبيات جميلة جدا.. يملؤك الفخر وتنتابك القشعريرة عند سماعها أو قراءتها .. من بين تلك الأبيات قول الشاعر : بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا علي كرام في السابق كان لهذا البيت دلك الوقع والشعور الدي تكلمنا عنه.. أما في الظروف الراهنة وفي ظل الفساد السائد لايمكن لتلك الأبيات أن نفعل بأبنائنا المفعول نفسه.
عندما نأتي نحن كمعلمين وآباء لنعلم أبناءنا تلك المفاهيم الواردة في أدبنا القديم نصدم حقا لردة فعلهم .. نجدهم ضمائر يائسة ساخطة شائخة والحياة في نظرهم سوداء .. لاتصدق بأنهم أطفالا مراهقين ..كيف صاروا هكذا ؟ ومتى أدركوا مثل هذه الأمور؟ وفي أي عمر؟
هذه الأبيات وما لمعناها الجميل أظن بأن المتحمسين الوحيدين لها هم الفاسدون لأنه كلما اقتنع الشعب بهده المعاني لزموا الصمت .. وامتلأت نفوسهم أملا بأن يأتي يوم يراجع الفاسدون أنفسهم ويعودون فيه إلى الله وحب الوطن والعمل لأجله , لكن هيهات فلم يعد هناك وقت فقد استنفد الفاسدون الوقت الأصلي والإضافي وبدل الضائع .
الشباب هم عماد المستقبل.. هم بناة الوطن . كلما كان إعدادهم صحيح كبر الوطن وارتقى .. ولابد للشباب من القدوة الحسنة والمثل الأعلى إلى جانب القصائد الجميله حتى يصبح للكلمة أثرها .
أتذكر دائما حصة ( الانتشاء والتعبير) والمواضيع التي كانت تعطى لنا من خلالها وكيف كان موضوع حب الوطن هو المتكرر دائما.. لكنه تكرار جميل كتكرار النسمة الجميلة على الوجنتين.. في هدا الموضوع كان يتكلم الجميع عن أرض الوطن وماءه وسماءه .. وكيف أن الإنسان بلا وطن هو كائن مبتور.. لاجدر له ولا أصل .. ولا ماض ولا مستقبل ولا ذاكرة.. والإنسان بلا ذاكرة لايعرف طعم الحياة ولا يعرف ماهيته.
دعونا نتوقف عند مسألة الذاكرة) إنسان بلا ذاكرة لا يعرف طعم الحياة ) فما بالكم عندما تتواجد لديه ذاكرة قوية متشبعة ولكن بأقبح المثل والنماذج وأبشع المواقف .. إن أسوأ مايصيب المرء هو أن يكتشف بأنه الضحية وكبش الفداء لمجموعة لصوص يسرقون باسم الوطن .
إن كمية الفساد والأخطاء المتراكمة والقلاقل التي تعانيها البلاد لاتعانيها شركات البحث عن البترول.. وهذا جميعه خلق في الناس المزيد من الغضب والألم وهذه الآلام تزداد ليقينهم بأنه لم ولن يتخذ ضد هؤلاء أي إجراء قانوني يطفئ نار الحنق الدي بداخلهم ضد هؤلاء اللصوص ... فكلمه لصوص قليله في حقهم.. فاللص أيام زمان كان رجل مهذب يراعي مشاعرك يسرق خفيه وحياء ويدخل البيوت ليلا متسحبا حتى لايقلق نومك ولا يكدر ليلتك يسرق حسب حاجته ويعمل لك ألف حساب .
أما لصوص اليوم فهم يحتالون ويتعايشون مع السرقة صباحا ومساء لامن رادع أو ضابط ويظهرون في وسائل الإعلام أمام الرأي العام في مقابلات صحفيه وتلفزيونية بأبهى حللهم وهم يتحدثون عن بطولاتهم في إقامة المشاريع الوهمية ذات الميزانيات الضخمة .
 فعمليه الفساد عمليه منظمة يتزعمها ويشرف عليها مسؤولون متنفدون لايضيرهم أن يعيشوا حراما أو حلالا فرجل واحد من هؤلاء كان بالأمس لاشيء وأما اليوم فقد صار كل شيء.. فهو ليس سهلا أو هينا يختلس مئات الملايين من ثروة الوطن ويتظاهر بمظهر الناسك الزاهد يتحايل على المال العام تحت مبرر النثريات والمكافئات وبدل السفر والحفلات والندوات واستحقاقات غير مشروعة.. ومن هنا يدمن الفاسدون سرقة المال العام ويتعلمون الفساد والإفساد ويتحدون القانون والنظام والرقابة مقدمين بثقة ووقاحة على التلاعب بكل شيء والتحايل على كل شيء..
 ولم يقف الفاسدون عند هدا الحد بل وصل بهم الأمر إلى بيع ساحات المدارس وحدائق الأطفال وحدائق المستشفيات مقابل آلاف معدودات.
ان اللصوص المهندمين الذين يبخون ويرشون على ملابسهم الثمينة أفخر وأروع البرفانات والعطور ليخفوا روائحهم النتنة والذين ينفقون أموالا طائلة من أجل تجميل بيوتهم ومكاتبهم يستغربون الأمر عندما يظهر متطرفون ومتمردون ..ويتصنعون الخوف والهلع على مستقبل الوطن وشبابه .. يضحكون على من ؟ علينا أم على العالم الخارجي أم على ولي الأمر ..أنسيتم المثل القائل:( كثر الحزن يعلم البكاء ) ..والبكاء ذا كان زمان ..أما الآن فكثر الحزن يعلم الحقد والتمرد وكثر الظلم يولد الحاجة ألملحة للتغيير وقلع الفاسدين من جذورهم.
  لحظة..
 لا يوجد بلد في العالم به هذا القدر من العبث بمستحقات الوزراء والمسؤولين كبلادنا فكل وزير او مسؤول تصرف له سيارة عن كل مكان يرأسه . . يعني انك سوف تجد في أحواش منازلهم قرابة خمس سيارات قيمة كل واحدة منها عشرة ملايين . . فأي تشريع هذا الذي يجيز للمسؤول اليمني بـأن يحتفظ في حوش منزله بخمسين مليون ريال . كما أن هذا العبث في صرف السيارات انتقل للوكلاء والمدراء وأعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد