إن أول بذرة للشر بدأت في تاريخ البشرية والكون هي كلمة واحدة تعني "حقي" أو "ملكي" وهي كلمة تكرس وتجسد ثقافة "الأنا" أي "أنا وحدي ومن بعدي الطوفان".
إن الملك لله الواحد الأحد والله أعطى بني البشر الأرض مشتركة للجميع بما فيها المخلوقات الحية الأخرى وليس للناس فقط لكي يعيش فيها كل المخلوقات الحية بوئام وتوازن تام في هذه الطبيعة.
وعندما بدأت تظهر الملكية الخاصة بدأت تتفاقم معها الخلافات في المجتمعات مثل ظهور الملكية الخاصة واستئثار قلة قليلة بها من المجتمع ومعاناة الأغلبية "الأكثرية" من الفقر والمجاعة واستغلال العمل والاحتكار وما ينجم عن تلك الأنانية من مشكلات وصراعات بين أفراد المجتمع، حتى ظل الصراع ملازم لبني البشر باعتبارهم أرقى المخلوقات التي ميزها الله عن باقي الحيوانات الأخرى بالعقل.
ومن هنا بدأت الأنانية والجشع والتفرقة والتميز تطحن السواد الأعظم من الناس وبدأت الصراعات بين الكثيرين من الفقراء والجياع وبين الأقلية من الأثرياء والأغنياء.. فالملكية الخاصة تعتبر مصدر الآلام والمجاعات والفقر والحروب التي تعاني منها المجتمعات منذ مرحلة ما بعد البدائية التي كانت فيها الملكية عامة للجميع حين كان هم الفرد الحصول على مأكله من الأشجار والثمار والماء والملبس من أوراق الأشجار.. وبدأت الملكية الخاصة مع استقرار الإنسان البدائي على ضفاف الأنهار في دجلة والفرات ببلاد الرافدين ونهر النيل في مصر القديمة "أيام الفراعنة" وبدأت معها تنظيم حياة المجتمع إلى أن تطورت الحضارات ووصلت التكنولوجيا بهذا الحجم من التطور في كافة المجالات.
إن ما يعانيه العالم اليوم من فساد وتخلف ومجاعات وجهل وجشع وثارات وحروب أهلية وإقليمية ودولية وصراعات طائفية ومذهبية وما يعانيه اليوم من قتل ودماء وغش ورشوة وارتفاع جنوني في الأسعار وظلم وقهر وحرب إبادة ونهب الثروات ونشر السموم في الأفكار وإدخال المبيدات في الأدوية والأغذية والمشروبات والمأكولات الأخرى سببه الملكية الخاصة وحتى مفاهيم الحرية والاستقلال والإرهاب والعدالة والمساواة كلها مفاهيم تصير لصالح شعوب معينة وفئات خاصة ومرجعها أولاً وأخيراً إلى الصراع من أجل السيادة والملكية الخاصة التي تعتبر المصدر الوحيد لكل هذه الأمراض وثقافة "الأنا".
الصراع بين المجتمعات والشعوب ككل وبين أفراد الشعب الواحد أو الديانة الواحدة أو المذهب الواحد أو غيرها من الخصوصيات سببه الملكية الخاصة.
إن خداع العالم والشعوب النامية سيتم وفقاً لهذا المبدأ كما أن استعمار الشعوب بشكلية القديم والحديث سببه الاستئثار بثروات ومقدرات الشعوب لصالح الغزاة والمحتلين والمستعمرين ومنها البنك الدولي وأسعار العملات والأسهم في البورصات العالمية وغسيل الأموال في البنوك والقروض والمنح والهبات من الدول الكبرى والمنظمات التي تدعي أنها حقوقية ومدنية وإنسانية وما المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية إلا أساليب لتحقيق أغراض هذا المبدأ القائم على الملكية الخاصة واستفادة مراكز القوى على كافة المستويات إن ما يتحدثون عنه اليوم من إرهاب والحرب على الإرهاب وحروب الإبادة والأزمة المالية العلامية والشرعية الدولية والسلاح النووي وغيرها من المفاهيم ماهي إلا أفكار لغزو العالم والشعوب النامية على وجه الخصوص وتظهر الملكية الخاصة هي السبب الرئيسي وإن كانت في شكل خفي ومستثمر في نفس الوقت.
أما آن للعالم أن يصحو من غفوته وسباته لينتفض على هذه الملكية الخاصة وأربابها.. أما آن الأوان للضمير الإنساني أن يصحو للوقوف في وجه أعداء الإنسانية والسلام والأمن والأمان.. لكي تستقر الحياة وتبدو جميلة لا يعكر صفوها أي شيء.. إنها دعوة لكل الشرفاء والمخلصين على وجه الأرض لنبذ الخلافات بينهم والصراع مع تلك القوى ذات السطوة والنفوذ بكافة المستويات والأصعدة.
عبدالله أحمد مقبل
الملكية الخاصة هي مصدر كل الآلام والمجاعات والفقر والحروب 1908