تمتلك اليمن شريطاً ساحلياً واسعاً، يبلغ طوله أكثر من 2500كم، يمتد من حدود عمان إلى حدود المملكة العربية السعودية ويشرف هذا الشريط الساحلي على أهم ممر دولي للتجارة العالمية وهذه تعد ثروة وميزة بحرية لليمن، ولكن واقع الأمر يحدث بغير ذلك، إذ أن هذا الشريط الساحلي الممنوح لنا هبة من الرازق الواهب بات يشكل قلقاً وخطراً على أمن البلاد، حيث أصبحت الكثير من الأخطار التي تهدد اليمن تأتي من البحر سواءً تهريب السلع والبضائع والأدوية الغير صالحة للاستخدام الآدمي وتهريب المخدرات أو الأعمال الإرهابية وأعمال القرصنة وهذه الأعمال وخصوصاً أعمال القرصنة شكلت خطورة على مستقبل باب المندب والتجارة الدولية وأيضاً يتعرض الصيادون التقليديون إلى مخاطر متزايدة تهدد حياتهم ونشاطهم.
إلى هنا عزيزي القارئ الكريم سيبدو لك أن ما أتحدث عنه سبق وأن تناولته عدة مرات، لن أنكر ذلك وسوف أظل أتحدث عنه حتى يتم الانتباه لهذه المسألة المؤرقة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم ولأني أيضاً قد علمت أو لنقل أني زودت بمعلومات من قبل صيادين أتوا لي وقدموا لي تلك المعلومات وقد قمت بالتأكد من تلك المعلومات ووجدتها صحيحة مائة بالمائة والمعلومات تفيد بأن العديد من الصيادين يتعرضون للقرصنة من قبل الصوماليين الذين يقومون بخطفهم مع قواربهم وتزهق أرواحهم ، إضافة إلى تعرض العديد من الصيادين للقتل على يد القوات الدولية المنتشرة في خليج عدن بدافع الاشتباه.
نعم عزيزي القارئ هؤلاء الصيادون يعانون ويكابدون من أجل الحصول على لقمة العيش ، حيث أكد نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة أن عمليات القوات البحرية الدولية المتواجدة في المياه الدولية قبالة السواحل الصومالية أضحت سبباً رئيسياً في إعاقة قطاع الصيد السمكي في المنطقة وعبر في كلمة اليمن أمام الاجتماع السادس لمجموعة الاتصال المعنية بمكافحة القرصنة الذي عقد مؤخراً بمقر الأمم المتحدة بنيويورك ـ عن أسف بلادنا الشديد جراء مقتل عدد من الصيادين اليمنيين في خليج عدن نتيجة تعرضهم لنيران القوات البحرية المتواجدة في المياه الدولية قبالة سواحل الصومال، مشدداً على ضرورة احتواء هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لتلافي وقوع وتكرار تلك الحوادث وطالب بإيجاد آلية للتحقيق في الحوادث التي تعرض لها الصيادون اليمنيون وتعويض الضحايا جراء ما تعرضوا له من خسائر مادية وبشرية.
وأشار أيضاً كتاب أصدرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" بعنوان "القرصنة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي" إلى أن القراصنة الصوماليين باتوا يشكلون تهديداً لحياة الآلاف من الصيادين اليمنيين وسلب عيشهم وتشمل أخطار القرصنة البحرية حالياً ما يقارب "65" ألف قارب تعمل في مجال الصيد التقليدي ، منوهة بأن تصدي القوات البحرية الدولية لهؤلاء القراصنة زاد من نسبة الخطر الذي يتعرض له الصيادون اليمنيون، بسبب استعمال القراصنة مراكب صيد مشابهة لمراكبهم بهدف التمويه.
إن هؤلاء الصيادين القراصنة عندما يتعرضون للسفن بالخطف والتهديد، نطلق عليها عمليات قرصنة بحرية ولكن عندما يتعرض الصيادون اليمنيون لعمليات قتل من قبل القوات الدولية الموجودة في المنطقة ماذا نسمي ذلك؟!
ألا تجدون معي أن هذا الأمر غريب جداً ومقلق؟!! ألم يكن بالإمكان التنسيق مع تلك القوات بوضع إشارات متفق عليها أو رفع أعلام للتفريق بين الصيادين اليمنيين والقراصنة الصوماليين؟! ولماذا لم يتم تنبيه الصيادين وتوعيتهم بمخاطر الدخول إلى عرض البحر لما فيه من خطورة على حياتهم؟!.
أخيراً عزيزي القارئ ألا ترى معي أن الأمر يستحق أن يكتب أكثر من مرة واحدة.
كروان عبد الهادي الشرجبي
قرصنة .... 2282