;
نبيل مصطفى الدفعي
نبيل مصطفى الدفعي

نظرة الغرب الدونية!! 2140

2011-01-27 03:33:33


كثير مما نشر من الكتابات والتحليلات والتصريحات إشارة إلى أن أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001م، هي أعمال إرهابية، ولكن لم تشر إلى أنها لم تكن إلا بمثابة قمة جبل الجليد في تحديد شكل ومضمون العلاقة التاريخية بين

الغرب والمسلمين بصورة نهائية.
 ومهما قيل عن فترات سلام وتراخ كانت تطول أحياناً أو تقصر إلا أنه الصراع كان كامناً على الدوام والكثير من عوامله كانت تعمل من تحت السطح بصورة أو بأخرى.. وأوضح دليل على ذلك أن السنوات الأخيرة والتي

شهدت صعود ما يسمى بالصحوة الإسلامية قد سجلت في نفس الوقت ارتفاعاً في لهجة العداء المتصاعد ضد الغرب وارتبطت دون أدنى مواربة بالدعوة إلى التمسك بما يسمى بالهوية الإسلامية حتى وصل الأمر إلى ظهور حركة

علمية أطلقت على نفسها اسم "أسلمة العلوم" وكانت ترمي إلى أخذ كل ما توصل إليه الغرب مؤخراً من تقدم علمي وتكنولوجي لحساب المسلمين، على الرغم من أنهم لم يشاركوا مباشرة في صنعه –مقارنة بما تم من تقدم في

دول جنوب وشرق آسيا دون أن ترفع راية العداء للغرب أو الهجوم على حضارته مع أن الاقتباس من أساليبه ومناهجه كان كاملاً أو شبه كامل".
وحقيقة لست أدري على وجه اليقين هل كان المخططون والمنفذون لهجمات الحادي عشر من سبتمبر مدركون لخطورة ما أقدموا عليه؟ ..فبعد أن تمت مهاجمة اليابان لأسطول الولايات المتحدة الأميركية في "بيرل هاربر"

أي خارج حدودها.. فماذا كان رد فعلها؟ إزالة مدينتين يابانيتين من الوجود باستخدام القنبلة الذرية التي لم يجرؤ أي بلد في العالم، حتى الآن على استخدامها ضد ألد أعدائه.
في تصوري أن ما حدث حتى الآن من انتقام أميركي لا يعادل 1% من انتقامها حين ضرب أسطولها في "بيل هاربر"، وعلى الرغم من حجم وقوة كثافة القنابل التقليدية المطورة التي ألقيت على كل من افغانستان والعراق، فإنها

لا تعادل ما أحست به الولايات المتحدة من صدمة ومرارة وغضب نتيجة هجوم المسلمين على أبراجها الاقتصادية في نيويورك ومبنى دفاعها "البنتاغون" في واشنطن.
بالطبع لم يقم بذلك سوى فئة قليلة جداً من المسلمين، لكنها بالنسبة لأميركا والغرب تعد طبعة التعبير عن عداء كامن متزايد، ولم يكن هناك بد من إعلان الحرب الشاملة، تحت شعار الحرب على الإرهاب وعلى الرغم من عزلة تلك

الفئة القليلة التي أعلن المسلمون جميعاً رفضهم لأسلوبها وتوجهاتها.. فقد اعتبرها الغرب راية الأعداء المرفوعة ضده داخل العالم الإسلامي الكبير والتي ينبغي الوصول إليها لتمزيقها.
وهنا نقطة فاصلة لم يستطيع المسلمون أن يدركوها أو على أقل تقدير أن يوضحوها للغرب.. وهي أنهم في غمرة استقبال موجة العداء الغربي لهم وللإسلام.. وجدوا أنفسهم يقفون في خندق واحد مع تلك الفئة التي جاهرت

بعدائها للغرب وهاجمت أقوى معاقله وهي الولايات المتحدة الأميركية.
ولا أريد أن استرسل هنا فأقول أنهم سكتوا عن خطورة ما أقدمت عليه تلك الفئة القليلة.. بل إنهم أحياناً أظهورا التعاطف معها والشماتة في نفس الوقت مما وقع لأميركا.
وإذا كان تسلسل الأحداث لا يرجع للوراء بمجرد فحصها أو تحليلها بهدوء، فإن ما حدث ونتج عنه واقع أصبحنا نعيشه ويعاملنا الغرب على أساسه، فما هي أهم معالم هذا الواقع؟ اعتقد بأن أولها إن الإرهابيين الذين ضربوا

الولايات المتحدة الأميركية في عقر دارها قد نشأوا أو تربوا في مدارس العالم الإسلامي وجامعاته ولابد أن هذه المدارس والجامعات تحتوي على الخميرة التي أنتجت هؤلاء الإرهابيين، فماذا حدث فيها حتى الآن؟ وماذا يمكن أن

يحدث في المستقبل؟.
واعتقد أن ثانيها أن الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نشأ فيها هؤلاء الإرهابيون سواء انعكست بالسلب أو الإيجاب تتطلب تغييراً شاملاً بهدف إنتاج جيل جديد خال من العنف والكراهية للغرب.
الشيء الأخير والثالث أن المسلمين جميعاً في سائر أقطارهم لم يقوموا حتى الآن بأي بادرة عملية تثبت صدق ما يعلنون عنه في وسائل الإعلام من إدانة الإرهاب.. وبالتالي أعطى الغرب نفسه الحق في التدخل للقضاء على

الظاهرة في مهدها أو حتى في معاقلها حتى لو تطلب الآخر سقوط ضحايا أبرياء لا شأن لهم مباشرة بالإرهاب "وهو نفس ما تفعله إسرائيل داخل مناطق السلطة الفلسطينية".
أخيراً يمكن القول أنه من الواضح أن الزمن يجري والمسلمين كعادتهم يعولون عليه كثيراً لنسيان الآلام والتئام الجروح.. لكن الغرب مصمم على تنفيذ خطته والاستمرار فيها.. خاصة أنه عندما بدأها لم يجد ما كان يتوقعه

من رد الفعل الشامل.. الذي ظل المسلمون يهددون به الغرب على مدى قرون طويلة أي أتضح لهم أن تهديد المسلمين لا يقدم ولا يؤخر.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد