ما حدث لـ"ابتسام" من اختطاف واغتصاب هو بكل المقاييس جريمة انحطاط أخلاقي تمثلت في سلوك "3" من البشر اعتادوا ممارسة أفعال حيوانية تجسد البشاعة والخسة والوضاعة في أدنى صورها.. فإذا كان وأد البراءة والاعتداء الوحشي على الشرف قد بدا لهؤلاء سهلاً، متاحاً على هذا النحو في غياب ضمائرهم وانعدام إنسانيتهم وانتفاء كافة الصفات الآدمية عنهم.
فقد ساعد على حدوثه أكثر من عامل آخر، في مقدمتها تراخي الجهات المعنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحرية تنقل الناس بأمن وأمان " أرئيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا".. هكذا خاطب إبليس ربه في شأن عداوته لبني الإنسان، فكان له نصيب من الخلق.. فكان سؤالاً يلح على بني البشر.. من هم نصيب الشيطان؟!.
نصيب الشيطان من الخلق هم من أسلموا قيادة أنفسهم لأهوائهم وأضلوا هواهم.. وهبط بهم إلى الطينية البحتة في التكوين الخلقي وانحدر بهم هذا الهوى إلى أخس الأعمال فجعلهم كالأنعام بل هم أضل.
ذلك هم الثلاثة الذين خُلفوا عن ركب الهداية، فكانوا أضلاع مثلث من الإسفاف الخلقي خرجوا به عن ملة أحمد والذي قال صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" هؤلاء هم مجرمو الاعتداء الوحشي على "ابتسام" الذي تجاوز حد الجريمة إلى حد قاع الإجرام الخلقي.
حيث طالعتنا عدد من الصحف تأتي في مقدمتها صحيفة "أخبار اليوم" الغراء خلال الأيام الماضية بخبر الاعتداء الوحشي على المجني عليها "ابتسام" من قبل ثلاثة وحوش بشرية من هذا الصنف الذي احتنكه إبليس من بني البشر، ممن قاموا باقتياد واغتصاب داخل غرفة بأحد الفنادق، استغلوا إنسانة بريئة في إشباع شهوة قذرة من أجلها داسوا بكل غلاضة وحقارة على كل القيم والتقاليد والعفة والشرف الرفيع.. ظانين بالله ظن السوء.. فكانت عليهم دائرة السوء بما فعلوا فما كان ان صافحت أعيننا سطور هذه الفاجعة الإنسانية حتى أصبنا بالغصب وأصيبت قلوبنا بالإحباط.. كيف لهؤلاء أن يفعلوا مثل ذلك؟ ألم يمنعهم وازع من خلق أو رادع من دين؟.. كيف أتوا على ذلك؟!.
ومهما يكن لهم من عقاب فلن تلتئم جروح والديها وأسرتها التي تقطر دماً على ابنتهم الذي اعتدوا على شرفها وقتلوها ولكن يبقى أننا عرفنا قبساً ممن هم من نصيب الشيطان في حظ بني الإنسان.. وهم من على شاكلة هؤلاء الثلاثة.
ونسأل الله أن يحرم الشيطان من غايته في بني الإنسان حتى لا تعاودنا صحفنا بمثل هذه الفواجع الأخلاقية.. بعد أن يتم القصاص العادل لـ"ابتسام" من الذئاب البشرية.