الجهود العربية التي يبذلها الزعماء العرب لحل مختلف المشاكل السياسية التي أنتجت شروخاً عدة على الساحات الوطنية للبلدان المتصدعة سياسيا باتت غير مجدية في ظل العقم السياسي التي تعاني منه الدول العربية حكومة ومعارضة.. وما يدور على الساحة اللبنانية دليل متكرر للمفاوضات التي تنتج المزيد من الاحتقان وكيل الإتهامات ليتراشق بها أطراف المعادلة السياسية العربية.
 لا أحد يستطيع أن ينكر أن رداءة السياسة التي تدير أمور الشعوب والأوطان العربية بل التي أثقلت كاهل هذه الشعوب نتيجة الخلاف المستمر المتعنت بين الحكومات العربية ومعارضاتها.. فلا حكومات رشيدة تحترم الشعوب ولامعارضات محترمة تعمل من أجل المواطن العربي، شروخ معقدة ومتفرعة أوجدتها السياسة العقيمة لدى العرب، متى سيأتي اليوم الذي يعقل فيه منتجو السياسة العربية ويعون مصالح أوطانهم ومطالب شعوبهم،؟ متى سينعم الشعب العربي بمعارضات شريفة ونزيهة تقدر متطلبات استقرار أوطانها وتمشي على الطريق السليم والصحيح الذي يكفل تحقيق ما تأمله وتصبوا اليه شعوبها.
أصبحت معارضاتنا العربية والتي تتشابه فيما بينها كتشابه حكوماتنا رهينة استراتيجيات سياسية باطلة أولوياتها وضعت لمصالح شخصية وحزبية بحتة، بعد ذلك يأتي الطرح المحصور لهموم الشعوب واحتياجاتها، مايحدث على الساحة السياسية للوطن العربي أمر مريب ومخيف يجعلنا نخشى على أوطاننا وشعوبنا من هذا العقم السياسي الذي يجلب التدخلات والاملاءات الخارجية المترقبة والطامعة في التدخل المقيت في شؤون أوطاننا، من يستحضر التاريخ المعاصر فسيجد أن الوهن والضعف والخيبة التي أصابت الوطن العربي نتيجة الاختلاف السياسي بين فرقاء هذا المشهد في كافة الدول العربية.
ومن هذا المنطلق نوجه رسالتنا إلى فرقاء المشهد السياسي اليمني ونقول لهم: اتقو الله في هذا الوطن الذي لم يعد يحتمل وشعبه المزيد من اختلافكم ومناكفاتكم واستهانتكم به وتعطيلكم لكل ما من شأنه خروجه من أزماته نتيجة تشبثكم بمصالحكم.. فاليمن هي الشعب والشعب هو اليمن، ناقشوا قضايا اليمن وهمومه ومشاكله وتطلعات شعبه بعيدا عن مصالحكم وأطماعكم، قدموا التنازلات فاليمن تستحق منكم ذلك، فوالله ما رأينا في تفرقكم ومناكفاتكم سوى الصراع الظالم الذي لا يمثل سوى أطماعكم وأمانيكم.. أين أنتم من هذا الشعب الذي أصبح يرثي حاله نتيجة عبث مناوراتكم السياسية التي لاتمت لمتطلباته وآماله بأي صلة، اليوم تعديلات دستورية تناقش وانتخابات نيابية قادمة في ظل شرخ كبير بين فرقاء السياسة اليمنية.
زيارات أجنبية بدعوى الإصلاح ولم الشمل، تخفي بين جنباتها أسراراً تكاد أن تكون مكشوفة وبالذات بعد نتائج هذه الزيارات والاجتماعات المغلقة في كثير من الدول التي هي اليوم في خبر كان، إلى أين تريد أن تذهب بنا السياسة اليمنية وفرقاؤها الذين أصبحوا اليوم مطرقة وسندان يتوسط ضرباتهم شعب أصبح في حيرة مما يجري، غير مستوعب هوان هذا الوطن على من يقفون عائقاً في وجه مسيرته التنموية الشاملة.. فإذا كانت اليمن تتعرض للنهش والفساد من قبل من لا يرعون فيها إلا ولا ذمة وأدانتهم تقارير الجهاز المركزي للرقابة فهي تشكو اليوم معارضة سيئة تكاد بتعنتها وغرورها أن تلحق بها باهوت التدخلات الأجنبية ونار الفتنة التي لن يخمدها سوى لطف الله بهذا الوطن وشعبه.
 أصبح الحلم الذي يراود كل يمني متى سيأتي اليوم الذي تستشعر فيه أحزابنا مسؤوليتها في الحفاظ على هذا الوطن وتنميته وبناء المستقبل الوضاء لأجياله،حتى لا يكون مستقبل أطفالنا حجارة يقذف بها المحتل أو بنادق نصوبها نحو بعضنا البعض ونحن نبتلع مرارة الانتقام الذي أوصلنا إليه الفساد السياسي والاستعلاء الذي لا يؤمن بوطن وشعب من اجل أمنه وسلامته تقدم التنازلات مهما بلغ ثمنها.

aldahiad@yahoo.com