لا أحب الخوض في المواضيع السياسية لأن السياسية في وجهة نظري "بحر عميق" لا يبحر فيها إلا من كان مختصاً بشؤونها وبما أني لست كذلك دائماً سأدع الخبز لخبازه أقول ذلك لأن بعض الزملاء عتبوا علي لعدم كتابتي
على ما يحدث في تونس ولكني بعد أن أوصلت لهم وجهة نظري عدلوا عن رأيهم.
فأنا أحب مناقشة المواضيع الاجتماعية وكذا أحب توضيح بعض الأمور التي بحاجة إلى إصلاح والتفات من قبل الدولة، أحب أيضاً الكتابة في المواضيع الأسرية.
عموماً إن ما حدث في تونس حرك الشارع العربي عامة واليمني على وجه الخصوص والمشكلة لدينا في اليمن أن الخروج للاحتجاج عن الأوضاع لن يعطي ثمرة إطلاقاً.. أتعرفون السبب؟ لأنه خروج عشوائي وغير منظم
أو منسق، أنظروا إلى شعب تونس خرج الشعب ودائماً ما أقول الشعب لأنه الوحيد القادر على تحريك الأمور وتغييرها، خرج الشعب موحداً صفوفه لا ينتمي لأي حزب ولا يتحدث باسم أي حزب بل تحدث باسمه هو الشعب..
هذا ما جعله ينجح في تحقيق مطالبه، أما نحن متفرقين غير موحدين الصفوف ذاك من الحزب الفلاني وآخر من الحزب العلاني وثالث من حزب مش عارفه أيش.. المهم كل واحد في هيجه المفروض الكل يتوحدوا ويتكلموا
بصوت واحد هو صوت الشعب فهل نستطيع أن نفعل ذلك؟! إذا استطعنا أن نفعل ذلك لابد وأن تستجاب مطالبنا، فمن الواضح أن ما حدث في تونس أثر كثيراً في نفوس الكثير من أبناء اليمن لأنهم أرادوا أن يغير كثيراً من
الأمور، فالفساد والبطالة والفقر والجوع هو مطلب أبناء كافة محافظات الجمهورية ونحن في محافظة عدن لنا مطالب نزيد إلى تلك المطالب الرئيسية، فأبناء الجنوب دائما ما يعانون من كثرة الذهاب إلى صنعاء لانجاز أمورهم
المعلقة وهذا الأمر يكلفهم مبالغ مالية كبيرة "إقامة في فندق +مواصلات ومأكل" وأحياناً كثيرة يعودون دون تحقيق أي انجاز يذكر.
وهذا يزيد من معاناة المواطن فتجده متذمراً، غاضباً، محبط نفسياً، فحتى المرضى بات لزاماً عليهم الذهاب إلى العاصمة صنعاء للعلاج، فهناك توجد الإمكانيات والمراكز المتخصصة للقلب وللأورام وللعلاج الطبيعي.. ومؤخراً
تم افتتاح قسم خاص للعيون مزود بأحدث الأجهزة وبخبرات صينية.. فلكم أن تتخيلوا العناء الذي يتكبده المواطن عامة والمريض خاصة.
وإذا ما نظرنا إلى الأمور الأخرى فلسنا بصدد عمل مقارنة ولكن لابد من توضيح بعض الأمور التي تثير غضب وحنق المواطن، فعلى الرغم من أننا بلد واحد "اليمن" ولكن من يزور مدينة صنعاء ويزور مدينة عدن سيجد أن
هناك فرقاً شاسعاً بين الاثنتين، فالأولى قمة في الجمال والترتيب في الشوارع في كل شيء فتجد الجسور التي بنت لتخفف من حدة الازدحام وتجد المستشفيات الحكومية والخاصة والكل لديه تقنيات عالية في الأجهزة وتجد هناك
الشركات الخاصة وتجد وتجـد.. أما مدينة عدن فينقصها كل ذلك وهذه الأمور تجعل المواطن يتساءل ألسنا بلد واحد؟! أليس من المفروض الاهتمام بمدينة عدن والنهوض بها لتصبح كمدينة صنعاء؟!.
لاتستهينوا بالموضوع، فهذه الأمور مهمة جداً ويجب النظر فيها وأخذها على محمل الجد، فما من نقاش يدور بين اثنين إلا وكان يتضمن هذا الحديث، طبعاً إلى جانب الحديث عن البطالة والفقر والجوع.
وأخيراً وليس بآخر إذا كتبت ذلك فهو من باب الحرص ومن أجل التصحيح لا أقل ولا أكثر.
كروان عبد الهادي الشرجبي
ألسنا أبناء بلد واحد؟! 1996