;
نبيل مصطفى الدفعي
نبيل مصطفى الدفعي

معركة الشعب للحفاظ على منجزاته 1909

2011-01-19 03:36:48


أثبتت الأحداث الماضية والجارية في اليمن –وهي أحداث جسام- أن الفئات الخارجة عن القانون لا تستطيع التعايش مع التجربة الديمقراطية.. فهي تريد اختطاف الوطن والانقضاض على مكتسبات التجربة الديمقراطية.. فالديمقراطية ليست مطلقة وإنما لها ضوابط بما يحفظ حق الوطن والمواطن ويمنع التخريب والترويع، والمتابع لتخطيط الفئات الخارجة عن القوانين في الوطن يدرك أن فكر هذه الفئات يقوم على خلق حالة من الفوضى وعدم احترام القانون.. وهذا ما يفسره ما حدث من محاولة خلق كيانات غير شرعية يطلق عليها عدد من التسميات تحت غطاء الوطنية والعدالة والدين، وهي أمور تؤكد أن الفئات المحظورة تريد خلق واقع وفرض نظام على المجتمع لا علاقة له بالشرعية والديمقراطية.. وقد هالنا وأثار استياءنا جميعاً وبث الرعب في نفوسنا ما حدث وما يحدث من إثارة للشغب والاعتداء على الأبرياء وتخريب الممتلكات والتقطع والقتل والمظاهر المسلحة.
والأمر هنا يثير عدة تساؤلات مهمة للحفاظ على مكاسب الوطن والتجربة الديمقراطية.. أهم هذه التساؤلات هو: ما مصادر تمويل وتدريب هؤلاء الشباب من هذه الفئات؟ والأمر جلل.. ولو لم يتم التعامل معه بقوة أكبر ستزداد هذه الفئات توحشاً ولنا في التاريخ المعاصر أمثلة عديدة فلا يتصور أن يحمل شاب داخل بعض الأسواق مسدساً أو بنقدية آلية أو أن يقوم بعمل عرض عسكري وألا يحترم أحداً بدأ من حماة ورجال القانون حتى أخوته من المواطنين وحقهم في العيش.
إن هذا العرض ينم عن أن هذه الفئات لا تريد أن تكون حزباً سياسياً.. فالأحزاب السياسية لا توجد لها ميليشيات ولكنها تتحاور بالمنطق والحجة، وهذا يؤكد أن هذه الفئات المحظورة أصلاً بنص القانون، تريد أن تشكل دولة داخل الدولة، وهذا أمر جلل لابد من التعامل معه على كافة المحاور بمنتهى الدقة.
وهذا الأمر الخطير أصبح يتطلب الآن تحركات عدة على المستوى التشريعي والعمل الحكومي والعمل الاجتماعي.. فعلى المستوى التشريعي لابد من البدء فوراً بتعديل نظام الانتخابات، الذي يكفل ممارسة العمل السياسي للأحزاب ويمنع تسلل قوى الظلام إلى المؤسسات التشريعية ويحظر استخدام الشعارات المختلفة والدينية، منها الخداعة في الانتخابات.
وقد كان هذا هو بداية المخطط لبعض من هذه الفئات حيث بدأت بعض من هذه الفئات المحظورة في احتكار الإسلام وإيهام الناس أن من معها مسلمون وأن الآخرين غير ذلك وتلك أمور في غاية الخطورة.
حيث أن اليمن وهي دولة إسلامية وهي دولة السلام ويتعايش فيها اليمنيون من مختلف الفئات وعلى نسيج واحد، لكن هذه الفئات الآن تريد شق صفوف المسلمين؟!، وهنا لابد من تعديل النظام الانتخابي وكذلك ممارسة العمل السياسي بما يكفل ازدهار الأحزاب ونموها.
وأنا هنا لا أتحدث عن حزب المؤتمر الشعبي العام فقط فهو الوحيد الذي يعمل الآن بحرية كبيرة، ولكن لابد للأحزاب الأخرى من العمل بحرية أكبر لاستيعاب الشباب وكافة التيارات بدلاً من تركهم فريسة لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وفي النهاية تبقى كلمة.. ليس معقولاً أن نجد من يريد إعلاء كلمة الديمقراطية والحرية ونجد من يحاول الانقضاض على مكاسب الشعب والوطن ولا نتصدى له جميعاً.. فهذه هي معركة الشعب للحفاظ على منجزاته التي تحققت.. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد