أحب مدينة التواهي وأرغب بزيارتها يومياً ولكن مشاغل الحياة تحول دون ذلك وعندما قررت أن أذهب إليها وأزورها ندمت أشد الندم وحزنت أيضاً في نفس الوقت!!.
فمدينة التواهي مدينة عريقة بأناسها الطيبين، بمياهها، بحارها، بجبالها وهواها وأزقتها وشوارعها فهذه المدينة تنفرد بالسكون والطمأنينة.. فقد كانت مركزاً تجارياً هاماً إذ كانت تستقبل السياح من كل فج وصوب.. فعلى
الرغم من صغر مساحتها إلا أنها تحتل مكانة هامة ،سيما وإنها تحتضن الميناء ويتواجد بها مبنى الإذاعة منذ عام 1955م ومبنى التلفزيون منذ 64م.. وفي هضاب هذه المدينة الرائعة ساعة عتيقة تعتبر معلماً من معالم مدينة
التواهي
وكان يوجد بها مسرحاً وطنياً إذا ترك المجال لي فلن أكف عن ذكر ما يوجد فيها والتغزل أيضاً بها.
واليوم مدينة التواهي غارقة في المجاري الطافحة في كل مكان.. وشوارعها متآكلة متهالكة، فالمدينة تعاني من الإهمال.. فليس هناك من يعمل على جعلها نظيفة مريحة مثلما كانت تستريح على صدرها الخلجان
والمتنفسات!!.
لا أرى في مدينة التواهي اليوم إلا صراعات من أجل الاستيلاء على الأراضي والتهامها حتى الجبال لم تسلم من ذلك!.. لا أرى إلا تهافت على المساحات والفراغات المتبقية، فلم أعد أرى طرقاً منظمة ومسفلتة.. ولم
أجد المسرح "الوطني" الذي كان رمزاً لتطور الثقافة والفن.
والأهم من ذلك لم أعد أرى النظافة التي كانت موجودة، فلم أعد أرى إلا مدينة ميتة توقف قلبها عن الخفقان.. نعم يا مدينتي الجميلة.. فقد ماتت فيك الحياة وأصبحت تسبحين في مياه المجاري وسط غياب الاهتمام من قبل
السلطة المحلية في المنطقة.
عموماً لست الوحيدة التي تسبح في مياه المجاري فمديرية المنصورة أيضاً تسبح بل لنقل غارقة في مياه المجاري الراكدة.
ومديرية الشيخ عثمان ولا نعلم ما السبب وراء السكوت والإهمال الفظيع تجاه ما يحدث!!، إن مياه المجاري "وإن كان لا يعلم مسؤولو السلطة المحلية لكل مديرية" ليست مياه نظيفة وإنما هي غير صحية وتسبب العديد من
الأمراض إذا ما تراكمت وأحاط بها الذباب والبعوض في كل اتجاه!!.
لماذا هذا الإهمال؟! لماذا يا سلطة محلية؟!.
كروان عبد الهادي الشرجبي
لماذا هذا الإهمال يا سُلطة محلية؟! 2055