تطرقنا في الأسابيع الماضية إلى موضوع ذي طابع وأهمية كبيرة كونه يمس حياة المواطنين بشكل مباشر.. وتكلمنا فيه عن المدارس التابعة للفتيات وعن المضايقات والمعاكسات التي تحصل للطالبات في الذهاب والعودة من
المدارس.
وناشدنا بذلك الجميع من مجالس محليه كونها المسؤول المباشر والأول عن ذلك والعقال والآباء والخطباء ومراكز الشرطة والأمن.
إلا أن هناك أموراً أخرى قد لا تقل أهمية عما طرح.. فهل يعقل أن الجميع ممن ذكر من مجالس محلية وغيرها غافل عن مثل هذه المواضيع الجديرة بالمتابعة والاهتمام.. وأعني النوادي التي كثرت وبشكل مفجع بداخل
الحواري وليست نوادي ثقافيه أو رياضية ولكن النوادي التي يمارس بها الأطفال أو الشباب الفتية ألعاب الأتاري أو مايسمى "البلايستيشن" وبجانبها أيضاً مقاهي الأنترنت.. فتأخذك الدهشة عندما تمر بجانب أحد هذه النوادي
وتشاهد بأن يصل أحياناً عدد الطلاب الذين بداخلها أكثر ممن في المدارس.
والغريب أنهم مرتدون زيهم المدرسي الذي من خلاله تعرف أن هؤلاء طلاب مدارس.. ولا يقتصر دخول هذه الأماكن على سن محدد بل الجميع متواجد بداخلها من شباب وأطفال لا تتجاوز أعمارهم عن السابعة والثامنة من
العمر.
فهل يعقل هذا وعلى حسب علمنا جميعاً ما يحصل بداخل هذه النوادي من سلوك وتحرشات أخلاقيه لصغار السن ممن يكبرونهم سناً أو بعض الأحيان ممن يسمون أنفسهم "فتوات الحواري"... وبدل من أن يذهب الطالب
إلى مدرسته ليتلقى ما ينفعه ووطنه يذهب إلى هذه النوادي والأماكن الأخرى كي يتلقى آخر ما وصل من سوء الأخلاق والشتم والسب والكلام البذيء والتشرد.
فأين هي الأسرة من ذلك وأين دور المدرسة في المتابعة والتحري عن غياب الطلاب عن مدارسهم.. فلماذا لا تكون هناك أساليب مفعلة خصوصاً في المدارس الحكومية كمتابعة الطلاب وأولياء أمورهم وبكل ما يخص الطالب،
وعلى حسب العلم أن التربية والنشء الجيد يأتي قبل التعليم.. ولا يقتصر دور المدرسة على التعليم فقط كما هو الحال الآن ولماذا لا يحدد سن معين لدخول نوادي أو مقاهي الأنترنت؟ لأن الصغار بداخلها أصبحوا أكثر من
الكبار.
ولا نعلم لماذا وجد بداخل كل حي وحارة ومركز عضو للمجلس المحلي وعاقل.. والذي يجدر بهم أن يتابعوا هذه القضايا كونها ذات أهمية وتؤثر سلبيتها مستقبلاً على الجميع؟ ولماذا ينظر البعض إلى هذه القضايا على أنها
ليست ذات أهمية وأنها لن تؤثر على النشء القادم والذي يعتبر جيلاً من أجيال هذا الوطن؟! وأن هذه النوادي "البلايستيشن" لا تؤثر على الطلاب الصغار في التعليم وتغيبهم عن المدرس فحسب.. ولكنها تؤثر أيضاً على
سلوكهم وأخلاقهم وعلى كل من يتعلق بالتربية السليمة يعني بالمختصر "بداية التشرد" وبعدها نرى الطلاب والأولاد الصغار في الجولات والشوارع وتعلم بعد ذلك الشحاتة والتسول والسرقة وغير ذلك من التشرد والضياع
وسوء الأخلاق.
ولا يقول قائل أين يذهب أصحاب هذه النوادي وهذا مصدر رزقهم وغير ذلك من الكلام اللامسؤول؟ فأي رزق هذا الذي سيؤدي بجيل ومجتمع إلى التدني والتقدم إلى الخلف وليس إلى الأمام.
ومن أراد أن يعرف ما يحصل بهذه الدكاكين أو محلات البلايستيشين أو الأنترنت، الذي بدلاً من أين يكون للتصفح ومعرفة ما هو جديد دفي العلم واستخدام الانترنت الاستخدام الأمثل، أصبحت كلها أي أجهزة الكمبيوتر بداخل
محلات الانترنت ألعاب بلايستيشين ومغامرات وأصبح الكلام بين الأطفال ومرتاديها من الطلاب وغيرهم هو السب والشتم والحركات الغير أخلاقية.
ولنعلم أن مثل هذه الألعاب وجدت للأطفال أو لهوات البلايستيشن في أوقات الفراغ، الذي من المفروض أن تمارس فيه.. وليس في أوقات الدراسة أو العمل.. فبالتالي ليست ألعاباً ولكن تصبح خراباً لكل ما هو منشود من
هؤلاء الفتية ويصبح جيلاً "يزيد الطين بلة".
وهي رسالة مكررة إلى جميع الجهات المسؤولة والمختصة عن ذلك بالالتفات إلى مثل هذه القضايا الهامة والذي تؤثر تأثيراً سلبياً على الأسر والمجتمع على حد سواء.
وكما أسلفنا سابقاً بأننا قد تطرقنا في الأسابيع الماضية عن ما يحصل أمام مدارس الفتيات والطرقات المؤدية إلى تلك المدارس والتحرشات والمعاكسات والمضايقات من "الشواذ" ولكن يبدو أنه لم يسمع أحد لذلك ومازالت
الأمور على ما هي عليه رغم مناشدتنا للأخوة في مكاتب التربية ومدراء الأمن وأن هذه الظواهر ليست فقط في أمانة العاصمة ولكنها في جميع المحافظات وأنه لابد من وضع الحلول وعدم الاستهتار بمثل هذه القضايا والمواضيع
الجادة.. من أجل الوصول بالنشء والأجيال المتلاحقة إلى الغاية المنشودة وبنائهم البناء الصحيح.
وفي اعتقادي البسيط والمتواضع أن التنمية البشرية الصحية أهم بكثير من الأشياء الأخرى.. وليعلم الجميع أننا مسؤولون أمام هذا الوطن عن كل مايخص تقدمه أو تأخره بين سائر الأمم.
ويجب على أولياء الأمور والأسرة بشكل عام أن يعرفوا أين أبناءهم وأن تتابع خطواتهم وأين يذهبون ومنهم رفقاؤهم ومتابعتهم أيضاً علمياً وكيف هو مستواهم؟.
وواجب على الإخوة مدراء المدارس أن يعرفوا أن طلابهم يملأون هذه النوادي "نوادي البلايستيشن والانترنت" فعليهم متابعتهم والتواصل مع أسرهم وأقلها أن يمنعوا من دخولها أثناء فترة الدوام المدرسي وهذا أقل القليل وأبسط
الحلول.
وفقنا الله جميعاً إلى الصواب والطريق السوّي والغاية المنشودة.
هاني محمد حلبوب
طلاب النوادي وأجيال الأتاري 2003