تعيش مديرية طورا لباحة بمحافظة لحج أوضاعاً استثنائية بكافة مرافقها, بما فيها إدارة التربية والتعليم التي كنا نأمل منها تلبية ما يحتاجه طلاب مدارس المديرية.. ولكن الوقت لم يمهلنا كثير في ظل غياب الرقابة من
المحافظة على القائمين في التربية و تلاشى أداء العمل التربوي حتى أنها أغلقت أبوابها في وجوه أبنائها الطلاب ماعدا قسم مكتب الامتحانات الذي أصبح مديره يعمل بقدر إمكانياته في عزيمة وحب عمل التربوي على الرغم من أن
إدارة التربية مغلقة منذ أكثر من أربعة أشهر ويقيم مدير المكتب في منطقة صبر بمحافظة لحج ولم يباشر عمله..
المخربون لم يعجبهم هذا الوضع البائس ولكنهم نصلوا المسمار التربوي الأخير بقيامهم سرقة مكتب الامتحانات ليلاً ومصادرة ما يحتوي عليه من وثائق امتحانيه متعلقة بمستقبل أكثر من 14 إلف طالب وطالبة ووثائق ما يقارب
52 مدرسة على مستوى المديرية.
ليغادرنا العمل التربوي مع هذا الفعل ولم يتبق لهذه المديرية اثر للتعليم , لتعلن للأعوام القادمة جيل (أمي) لا يقرأ ولا يكتب.. نتيجة الفساد المريع الذي تم ممارسته من قبل المعنيين في الإصلاح وتربية الأجيال..
فهل يعقل يا وزير التربية والتعليم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرون وفي عصر التكنولوجيا أن تغلق مدارس المدينة التي أنجبت أبرز المناضلين في وجوه أبنائها؟
إن ما تعيشه طورا لباحة لا يستدعي السكوت عنه، لقد عبثت بها أيادي الفساد وأوصلتنا إلى مرحلة ما يشبه ما قبل الجاهلية.. تذكر أيها الوزير بأن أبناء طور الباحة أمانة في عنقك طالما وأنت المسؤول الأول.. فهم بانتظار
عدالتك وتدخلك بإنقاذ ما تبقى والحفاظ على تاريخهم، لطالما وهي واعده بإنجاب خيرات الأبناء وهم بحاجة إلى مدارس يتعلمون بها.
لقد فقدوا المياه والكهرباء والطرقات ولم يبق إمامهم ما يعود البسمة إليهم لينسيهم أحزانهم الموجعة سوى بصيص أمل في أن تتدخل بإزالة الديكور الذي نصبوه أمامكم المسؤولين لتزييف الواقع.. وليتم معرفة الحقائق المدفونة
في جعابهم ابتدأ من بيع الوظائف وخصميه من مرتبات المعلمين الملتزمين.. إضافة إلى تدهور المسيرة التعليمية وتسرب الطلاب وإغلاق المكاتب ونهب محتوياتها من قبل مجهولين.. ليتم بعدها محاسبة المتسببين بإيصال
التعليم إلى هذه الوضع المزري ليكونوا خير عبره.
فيكفينا ما حدث في العام الماضي بمنح المسؤولين أقاربهم وظائف المستحقين بعد أن غابت العدالة من ضمائرهم.
.
عدنان الجعفري
طورا لباحة .. يا وزير التربية والتعليم!! 1930