إن التسامح يقرب لنا كل المسافات البعيدة مع الأخر, فالإنسان بطبيعته لابد وان يحرص على التواصل مع الآخرين, كما أن التسامح علو وهدف سامي يجب على الجميع أن يتحلى به, ولغة التسامح يجب أن نتعلمها
كلنا منذ الطفولة حتى ننشأ في جو مشبع بالحب ونستطيع بذلك أن نتعامل مع الأخر بكل سهولة ويسر.
كما أن الالتزام بلغة وفن الحوار هي من أهم مقومات التعلم لفن التسامح في حياتنا ،فلابد أن نحسن الكلام وننتقي ألفاظنا ومعانينا حتى تكون المشاركة مع الأخر قائمة على التفاعل المثمر المعتمد على التنافس الشريف
والموضوعي ،فهو يخلق جوا من الألفة، والعكس من ذلك فان التنافس غير الشريف يشيع أجواء الحقد والكراهية وهنا يتحتم علينا أن نحترم قدراتنا أولاً ونعترف بقدرات الآخرين ولا نقلل منها ونعطي كل إنسان حقه إذا كان
متميزاً .
ولابد أيضا أن نقبل النقد الموضوعي دون مجاملة فهو يدفعنا إلى التسامح ويزيل عنا القسوة والغرور والصلف..وهنا نجد أنفسنا ملزمون بتعلم حب العدالة أثناء التعامل مع الآخرين ودون تفرقة ,فالحب يحقق الوصال بين الناس
والعدالة تهتم بحقوق الآخرين ومطالبهم المشروعة ,لذا فسلوكنا لابد أن يقترن دائماً بالحب والعدالة ويسود التسامح ويقترن بالمودة الصافية والمحبة والمخلصة وهما صفتان تلازمان السلوك السوي والقيم السامية والرفيعة.
فالتسامح يمثل طاقة منتجة وايجابية ودافعا للانجاز,بالمقابل لا يعترف التسامح بالأنانية وإذلال الآخر لأن ذلك من أهم مميزات المرض النفسي الذي لا يؤدي إلى إيجابية في العلاقات الإنسانية ..
علينا إذن أن نجعل التسامح منهجاً وثقافة نمارسهما في سلوكنا ونعلمهما لأبنائنا في التعليم العام والعالي لأنه متعة الأبرار الصالحين.
*أستاذ علم النفس المساعد بكلية الآداب - نائب عميد كلية الآداب
د/ مازن احمد عبدالله شمسان الذبحاني
كيف نفهم التسامح؟ 2203