;
2011-01-13 04:10:29


العمل وقود الحياة والحركة الدافعة لمسيرتها إلى الأمام وهو عماد النهضة ودعامة الحاضرة وأساس الرغد والرخاء ولو أن العاملين نفضوا أيديهم من العمل يوماً لما استطعنا أن نتصور كيف تكون الحياة وهل تكون إلا خراباً رهيباً وموتاً كئيباً وحصيرا خادمة كأن لم تغن بالأمس.
والقرآن الكريم يشيد بالسعي لطلب الرزق ويغالي بقيمته فلما أراد الله تعالى أن يرشد السيدة مريم وهي تعاني ضعف الولادة إلى رزق الله الذي ساقه إليها ،أمرها أن تقوم بالعمل الذي تطيقه لتنال رزقها "فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتكِ سريا * وهزي إليكِ بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا".. ومن الطيور السابحة في جو السماء لا تملئ حواصلها من حبات الأرض إلا بحركة تتمثل في غدوها ورواحها يقول صلى الله عليه وسلم "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا" وحسب العمل شرفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما تفتحت عيناه تفتحت على السعي والعمل فرعى الغنم وهو صغير ،روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم ،قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا رعيتها لأهل مكة على قراريط" رواه البخاري .
وكان يقدس العمل ويحب العاملين فهو القائل إن الله يحب من أحدكم إن عمل عملاً أن يتقنه ..وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً من الأنصار قد عمل حتى خشنت يده أو تورمت فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك فقال الرجل إنه من أثر المسحاة التي يعمل بها حتى ينفق من عمله على أولاده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذه يد يحبها الله ورسوله" وفي رواية "هذه يد لم تمسها النار ".
وكان السعي والعمل شعار الأنبياء وهذا أبوبكر ظل يتاجر حتى يوم أن بايعه المسلمون خليفة وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه دلالا يسعى بين البائع والمشتري وعثمان بن عفان تاجراً وروي عن ابن عباس أن علياً كرم الله وجهه قد أجر نفسه من يهودي يسقي له دلو بتمرة وسعد بن أبي وقاص كان يبرى النُبل وعمر بن العاص كان بستانياً وداؤود عليه السلام كان حداداً ،ومر الحسن بن علي برجل فقال له يا هذا أعمل وكل فإن الله يحب من يعمل ويأكل ولا يحب من يأكل ولا يعمل.
والمسلم مطالب بأن يعمل حتى آخر لحظة في هذه الحياة يقول صلى الله عليه وسلم "إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة أي نخلة فاستطاع أن يغرسها فليغرسها" ..وصدق قول القائل:
 كان رسول الله في شبابه ** لا يدع الرزق وطرق بابه
كان قبيل البعث رب مال ** وتاجر ميسر الأعمال
يضرب في حزن الغلا وسهله ** بمال عمه ومال أهله
وليس للتاجر من ضمانة ** أبق ولا أوفى من الأمانة
فكر يوسف في دنياه عن صنعه ماذا صنعا ** صنع الساعة فاشتغلا
يونس الكليم استؤجرا استئجاراً ** وكان عيسى في الصبا نجاراً
من أحسن الأمثال فيما أحسب ** الزرق لا يعطى ولكن يكسب.
من علماء الأزهر الشريف .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد