;
علي الربيعي
علي الربيعي

قليل من الصراحة 1655

2011-01-12 05:17:54


لم تكد مناسبة "خليجي20" الكروية تنتهي بزخمها الإعلامي وزهوها الأمني والسياسي الذي كان مثار إعجاب الجميع داخلياً وخارجياً عندما أقيمت الفعالية بذلك النجاح والاستقرار الأمني حتى بدأت كرة العنف من جديد مستهدفة حياة عشرات من الجنود بالكمائن والقتل ..وهو الأمر الذي يثير الكثير من الاستغراب ويدعو إلى التساؤل ويضع الكثير من علامات الاستفهام حول الوضع الأمني الذي خفت فيه صوت الإرهاب وقعقعة السلاح مفسحاً مجالاً واسعاً للجو الرياضي الذي كان السائد في الساحة خلال الفترة .
يا ترى هل وصل الإرهاب مرحلة التحضر الإنساني ،يراعي فيه الإرهابيون ومدمنو سفك الدماء أبسط المشاعر لدى الناس ويتفاعلون مع المناسبات التي تعتبر في قاموس القاعدة نوعاً من النشاط المكروه إن لم يكن المحرم والذي نعني به الحدث الرياضي .
أم أن المشكلة تكمن في جدية الدولة في التعامل مع الوضع الأمني كما يتداوله الناس وتتناوله الصحافة ويشير إليه المثقفون والكُتاب.. جاعلين الحدث دليلاً للإستشهاد على رأيهم وصحة أقوالهم ..قد يجد المتأمل للوضع الكثير من الحقائق بناءً على المعطيات والأحداث السابقة لحدث "حليجي20" وأثناءه وبعد انتهائه تشير إلى صحة أقوال هؤلاء ولكنه في نفس الوقت لا يجد إجابة لسؤاله عن السبب ومن المستفيد من هكذا أوضاع لا تخدم الوطن ولاتدعم الأمن والاستقرار؟ ..حيث المسؤولية هي مسؤولية الدولة في الدرجة الأولى ،التي تستهدف اليوم كنظام ومؤسسات ويتعرض جنودها لكل الاعتداءات المريعة في مقابل ردات الفعل التي لا يمكن أن توصف بأقل من اللامبالاة والباردة وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.
وإذا كانت المناسبة الكروية استدعت الجدية والحزم وعدم التهاون في الوضع الأمني ،قد أدى إلى إنجاحها وغير الصورة التي كانت تقدمها وسائل الإعلام عن اليمن وهو شيء يشرف الجميع عندما يسمع عبارات الشكر والثناء سواءً عبر وسائل الإعلام أو عند التقائه المباشر بأشخاص من دول الجوار .
إلا أن هذا لا يكفي ..فالوطن يستحق أكثر من الجدية التي وجدت لتأمين دحرجة كرة القدم على أرض الملاعب وتهيئة الجو العام لإسعاد الناس أياماً معينة أو مناسبة معينة .
حيث تبدأ بعدها مباشرة دحرجة الرؤوس على الطرق وتتلاشى لحظات السكينة والأمن وتتحول الطرق إلى مفارز للسلب والنهب وتعود مناطق "داحس والغبراء" إلى سابق عدها ..حتى جعل الناس يتمنون أن يستمر "خليجي20" أبد الدهر ،ما دام أن الوضع تغير ببركة الحدث ..أما أكثر ما يخافه الإنسان أن تتحول مناسبة "خليجي20" وتدخل بقوة ضمن قائمة الخرافة عندما تغيب الحقيقة والمصداقية عن الظهور وعندما تتأزم حياة الناس ويقل المخزون الإيماني والتوحيدي في قلوب الناس الذين كانوا يستغيثون بأصحاب القبور ويقطعون الفيافي والقفار لزيارة أصحابها ونذر النذور وذبح الذبائح وطلب قضاء الحاجات.
متحولين عن عاداتهم في الزيارة ومغيرين وجهتهم صوب النصب التذكاري عن أستاد 22 مايو الذي شيد بمناسبة "خليجي20" ..طالبين أن يمنحهم بركته وتوهبهم الكورة على رأسه السعادة والسكنية والأمن الذي منحوه أيام المناسبة ..جاعلين من أيامه أيام عيد وخير وبركة حلت على الوطن وكانت أفضل أيامه والدراويش يمجدون الأيام ويمدحونها على طريقتهم برش العطور ونفذ البخور وذكر خصال الكورة وما قدمته من معجزة أذهلت الجميع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد