في خطوة جريئة جداً لم تفعلها أي مؤسسة خدمية في بلادنا الحبيبة اليمن استطاعت نقابة الكهرباء في محافظة أبين أن تفصل التيار الكهربائي عن المحافظة لمدة ست ساعات متواصلة من نهار أمس الأول ذلك لتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى قيادة المحافظة خاصة والحكومة بشكل عام بأن الأوضاع الأمنية في المحافظة باتت في وضع لا يسكت عليه .
بعد أن تعرض عمال المؤسسة خلال العامين الماضيين لسلسلة من الاعتداءات المتكررة وصلت إلى سرقة أكثر من "5" ملايين ريال من إيرادات المؤسسة وسرقة سيارتين ،لم تفلح الأجهزة الأمنية في استرجاعها أو معرفة هوية أولئك الأشخاص الذين قاموا بالسرقة .
جاءت الجريمة الكبرى التي وقعت في وضح النهار أمام مرأى ومسمع العامة وبالقرب من النقاط الأمنية المنتشرة في الطرقات العامة ،أسفرت عن استشهاد اثنين من عمال المؤسسة واثنين آخرين من المواطنين قادهم القدر أن يكونوا ضمن سيارة المؤسسة ولقوا مصرعهم مع عمال المؤسسة ، الأمر الذي جعل نقابة الكهرباء في المحافظة تخرج من صمتها وأعلنت الاعتصام وإطفاء التيار الكهربائي عن المحافظة لمدة ست ساعات لإدراكها العميق بأنه لن تستطيع أي قوة أو سلطة في المحافظة أن تجرؤ وتلزمهم على إعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن كون السلطة في المحافظة شبه موجودة .
وإن هذا العمل الذي قامت به النقابة ودون قدرة قيادة السلطة المحلية والأمنية حتى اللحظة القبض على المطلوبين أمنياً سيفتح مجالاً أمام كثير من عمال القطاعات الخدمية بالقيام بأعمال جريئة أخرى للمطالبة بحقوقهم أو أعمال أخرى مزاجية .
إن هذه الرسالة التي قامت بها نقابة الكهرباء للسلطة المحلية والحكومة معاً ،هل سيكون لها رجع صدى وتفيق السلطة المحلية والأمنية من سباتها العميق ؟! وتقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار؟ أم إنها ستظل تنتظر التوجيهات للقبض على الإرهابيين أم لا ؟!.