هناك من يعتقد أن الديمقراطية هي الانتخابات فقط، لكن الصحيح أن الديمقراطية مفهوم حياتي شامل تتجسد في سلوكيات وعادات وتقاليد وعلاقات أفراد المجتمع مع بعضهم البعض ومع المؤسسات الرسمية المدنية .
فالإنسان الديمقراطي يظل ديمقراطياً سواء كان في السلطة أو المعارضة والشمولي يبقى شمولياً وإن لبس ثوب الديمقراطية الأنيق .
عموماً اليوم ليس يوم الديمقراطية ،وإنما تذكرت الديمقراطية، لأننا على أبوب الانتخابات البرلمانية وما أحوجنا إلى الديمقراطية السليمة التي لا تلغي العقول ولا تصادر الأفكار والأماني والتطلعات ،فالانتخابات بحد ذاتها خطوة
نجيبة، إذ ننتخب من يمثلنا من الرجال والنساء في مجلس النواب وأن ترفع الشعارات ونسمع الخطابات من المرشحين .
ولكن اسمحوا لي ماذا فعل لنا المجلس الأسبق؟ لا شيء!! ،إذا تحدثت عن أعضاء البرلمان فإنا لا أقصد بحديثي أعضاء المجلس كلهم وإنما الأعضاء الذين تم اختيارهم من قبل أبناء عدن بمديريات "المنصورة –الشيخ
عثمان- المعلا – التواهي – خورمكسر- القلوعة" ،هؤلاء النواب الذين صفقنا لهم وهتفنا باسمهم ، تناسوا الناس البسطاء والطيبين، تناسوا الوعود فماذا فعلوا ليجنبونا القرارات المجحفة في حقنا ؟! ماذا فعلوا إزاء
تسعيرة الكهرباء والماء أيضاً؟! هل تحدث أحدهم عن الأوضاع المزرية للمستشفيات؟! هل شيئاً يذكر؟!.
إننا مع الانتخابات الحرة، مع التنافس الشريف ولكن لابد وان تعرفوا أننا لن ننتخب مرشحين ونواباً لنا لكي نرى صورهم على التلفاز ولا لكي نسمع خطباً بليغة رناناة ولا من أجل الولائم والعزائم ولا من أجل أن تجمعوا الثروات
..فنحن ننتخبكم لتعملوا لما فيه خيرنا وأزدهارنا، لتقرءوا ألم الشعب وأملهم ،ولتثبتوا أقدام العدالة والفضيلة وتضيئوا شمعة الحياة للناس وتعبدوا الطريق وتزيلوا الأشواك .
إننانريد عملاً .. ..نريد أن نرى بصماتكم في الشوارع النظيفة في القوانين، العادلة، في توظيف الأيادي العاطلة عن العمل في صيانة كرامة الإنسان .. نريد أن نرى عملاً في فرض الأسعار المعقولة للمواد الغذائية ،في
تسعيرة الكهرباء والماء ..لا نريد خُطباً وشعارات، نريد أفعالاً لأننا نحتاج إلى نواب أصحاب السير المستقيمة ،ممن يدفعون بالتنمية إلى الأمام ويتعففون عن إختلاس الأموال أو الإنغماس في المفاسد ويتميزون بالشموخ
والتواضع.
نحتاج إلى نواب يدافعون عن الحق ،حق الناس في الحرية، في العيش الكريم، نحتاج إلى نائب نظيف يدافع عن الديمقراطية والمواطنة المتساوية .
إذن علينا عزيزي القارئ بما أننا ناخبون أن نتذكر قبل أن ننتخب أننا نريد نائباً حقيقياً في البرلمان .
كروان عبد الهادي الشرجبي
نواب حقيقيون 2278