عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال "لا ضَرر ولا ضِرار" .
الإسلام يحرم على المؤمن أن يكون مصدر شر لعباد الله ويفرض عليه أن يكون من مفاتيح الخير وأن يعيش بين الناس نظيف الضمير نظيف اليد ،يقول صلى الله عليه وسلم "إن لهذا الخير خزائنٌ ولذلك الشر مفاتيحُ فطوبى لعبدٍ
جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويل لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير".
والذي يضر غيره يخرجه الإسلام من صفوف المسلمين ويحيا حياة مليئة بالمشاق والصعاب يقول النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه "من ضآر مسلماً ضآره الله ومن شآق مسلماً شق الله عليه " ،ومعنى الحديث أن من
أدخل على مسلم مضرة في ماله أو نفسه أو عرضه بغير حق ضاره الله أي جازاه من جنس عمله وأدخل عليه المضرة في حياته .
إن للضرر صور كثيرة مفزعة ،فاحتكار المواد الضرورية لتشتد حاجة الناس إليها فيبيعها لهم بثمن مرتفع جشع يورد صاحبه النار يقول صلى الله عليه وسلم "من أحتكر طعاماً فهو خاطئ" ويقول صلى الله عليه وسلم "
الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" وعن معاذ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " بئس العبد المحتكر إن أرخص الله الأسعار حزن وإن أغلاها فرح " ،والرجل في بيته يسيء معاملة زوجته
ويجحف بحقوقها ولا يسوي بين أولاده في رعايته وعطاياه ،يوقع بأسرته أبلغ الضرر ..ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وخياركم خياركم لنسائهم".
والمرأة تهمل حقوق زوجها ولاتحفظ أمانته ،إذا غاب عنها تكون مصدر ضرر لزوجها ولمجتمعها ففي الحديث الشريف " لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " ،فقد روى أبن حِبان في
صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله عليه وسلم "إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ".
وكذلك كل ما يؤذي الجار أو يقلق راحته كالدق والضجيج وإطلاق صوت المذياع بصورة مزعجة أو إثارة الأتربة أو بعث الروائح الكريهة ،فقد نهى الإسلام عن كل ضرر ينال الجار بقوله صلى الله عليه وسلم "والله لا يؤمن
والله لا يؤمن والله لا يؤمن ،قيل من يارسول الله ؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه : أي شره " رواه البخاري.
أحد علماء الأزهر الشريف .
??
فضيلة الشيخ/ عبدالسلام عبدالخالق أبوسالم
لا ضَرر ولا ضِرار" 1953