في الوقت الذي يستقبل العالم العام الهجري والميلادي على حدٍ سواء ..استقبل العرب والمسلمون وبالأخص إخواننا السودانيون قضية الاستفتاء على انفصال جنوب السودان وتفكيك وحدته من حيث الأرض واللغة والثقافة
والدين وتمزيقه وتولى ذلك مستعمر قديم سبق وأن أذاق العرب والمسلمين غصصاً وآلاماً ..إلا أنه هذه المرة لبس لباساً جديد ليوهم الجميع أنه يحمل السلام والأمن وهو على خلاف ذلك تماماً ..أراد تحقيق أهدافه الاستعمارية
بصورة لا يستشعرها الآخرون .
استبدل مسرح الجريمة من المواقع والثكنات العسكرية إلى المكاتب وقاعات المؤتمرات ..طور فكرته من الحروب واستنزاف الدماء إلى المساعدات العينية والمعاهدات وإبرام الاتفاقيات ..وعمل جاهداً على تشويه الفكر
والأخلاق الإسلامية والعربية ..غيّر حل المعادلة الصحيح واستبدل ذلك بحل خطأ وكأنه يقول واحد في واحد يساوي اثنين أو اثنتين ،اشترط على معاهديه أن لا يغيروا هذا الحل وإن ظهرت لهم علامات الخطأ ..أبعدهم عن
الدستور الرباني واستبدل ذلك بقوانين من صنعه لا تصح ولا تصلح للمسلمين ..استبدل القوانين النقلية من الكتاب والسنة إلى القوانين العقلية من صنعه ،عرف نقاط الضعف لدى المسلمين واستطلع ثغورهم فوجدها خاوية على
عروشها .
جعلهم يتركون كتاب ربهم وسنة نبيهم ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك".. كره لهم ما رضي الله لهم وحبب إليهم ما كره الله لهم ،قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم "إن الله رضي لكم ثلاثاً وكره لكم ثلاثاً ،رضي الله لكم أن لا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا، وكره لكم ثلاثاً القيل والقال وكثرة السؤال وضياع المال" .
فيا ليت شعري هل عرف المسلمون أن قضية الاستفتاء على جنوب السودان حتى يصمتوا هذا الصمت المقيت ..،يجب عليهم أن يقفوا صفاً واحداً وبنياناً مرصوصاً حتى يغيروا هذا المنكر العظيم أم أن المسلمين سوف يغفلون
ويسرحون ويمرحون في أودية اللهو والضياع حتى يحدث ما لا تحمد عقباه ثم يصبح بعد ذلك مثالاُ يُحتذى وقدوة سيئة لمن يريد بالمسلمين شراً ..ويا ليت شعري هل سيعمل المسلمون بجد واجتهاد حتى يرجعون بسواري كسرى
أم أنهم سوف يرجعون بخفي حنين .
ويا ليت شعري ماذا سيختار مواطنو الجنوب جنة المسيخ الدجال أو ناره؟ ..ويا ليت شعري ماذا سيكون هذا اليوم التاريخي للمسلمين والعرب ..هل سيكون عاشورا الذي نجى به الله موسى من فرعون ،أم سيكون يوم
عاشوراء الذي استشهد به الحسين رضي الله عنه .
عارف سيف أبوالرجال
جروح على أطلال هذا العام.. الاستفتاء على مصير جنوب السودان 1388