في كل مرة يطالعنا فيها اللواء/ عبداللطيف ضيف الله على شاشة الفضائية اليمنية كشاهد على عصر الثورة اليمنية وحصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء يفاجئنا بجديد لا يمت بصله للقديم الذي هو تاريخ سطره ثلة من أبناء
اليمن الأحرار، هبوا من أجل تحرير الوطن اليمني من الحكم الفردي الاستبدادي، "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
ومن خلال متابعتنا للروايات التي يقصها اللواء/ عبداللطيف ضيف الله عبر الفضائية اليمنية، عدنا إلى تاريخ الثورة والثوار عبر ما وثق وما نشر عن طريق بعض ممن شاركوا في الثورة وفي فك الحصار عن العاصمة صنعاء
دون تحيز أو تزييف ولا جحود لأحد سواء كانوا أفراداً أو مشائخ أو قبائل .
ووجدنا أن معظم ما رواه اللواء/ عبداللطيف جحود للأبطال الحقيقيين الذين كان لهم دور رئيسي في فك حصار صنعاء، بل لم يقف اللواء/ ضيف الله عند الجحود والتضليل -المقصود أو غير المقصود ..إن كانت ذاكرة
اللواء قد خانته- وحسب ولكنه تبنى مواقف لم يكن حتى شريكاً فيها مع من تنكر لهم، ونسي أنه ما زال هناك العديد ممن شاركوا في فك حصار صنعاء تحت قيادة الشيخ/ أحمد عبدربه العواضي –رحمه الله- والذي كان
قائداً للجيش الشعبي، هذا الجيش الذي ضم وشارك فيه معظم قبائل محافظة البيضاء وآخرون من أبناء قبائل اليمن .
وهنا أخاطب اللواء/ عبداللطيف ضيف الله وأقول له "كان الأحرى بك أن تكون دقيقاً وأميناً في ما ترويه سواء عبر الفضائية أو غيرها من وسائل الإعلام الرسمية والتي تنقل وتأرشف تاريخ البلاد عبرك لأن هذا تاريخ،
والأجيال القادمة بحاجة إلى معرفة ماضي أبائهم وأجدادهم الثوار دون زيادة أو نقصان وتضليل أو تغييب وغمط لأدوار أولئك الأبطال كي يستحضروها في حياتهم .
أقول لإعلامنا الرسمي الذي لم يستضف سواك في كل مرة تحل علينا ذكرى إنهاء حصار العاصمة صنعاء، في حين لم يجد كثيرون ممن شاركوا في تلك المحطات والمعارك أي مجال للمشاركة في إعلامنا الرسمي والندوات التي
تقام لتوثيق تاريخ الثورة اليمنية .
وكما هو معهود لدى الحكومة الرشيدة من تغييب للحقائق وتنكر للتاريخ، حتى وصلت بها الجرأة إلى طمس جزء مهم من تاريخ الثورة اليمنية وذلك من خلال تغييب معظم قيادات ورموز الثورة، وتغييب القيادات الحقيقية التي كان لها
الدور الفاعل في إنهاء حصار العاصمة صنعاء، ليس غريباً أن يلبس رواتها للتاريخ أثواباً ليست لهم .
واكتفي بهذا القدر من المقدمة ..وسأترك الكلام هنا لأحد مناضلي الثورة اليمنية والذي كان في الصفوف الأولى في معارك فك حصار صنعاء، وهو الشيخ/ عبدالله سالم المخلقي من أبناء محافظة مأرب، والذي قال:"
عندما توجهنا إلى العاصمة صنعاء لفك حصارها انطلقنا من الحديدة والتي كان محافظها آنذاك الشيخ/ سنان أبو لحوم.. وعند نقطة الانطلاق استدعى الشيخ/ احمد عبدربه العواضي عبداللطيف ضيف الله ،أتى وهو يقود
دبابة وعندما حضر إلى الشيخ العواضي، سأله قائلا: لماذا تبدو ممتقع اللون هكذا يا عبداللطيف؟
وتابع الشيخ المخلقي قائلاً " وبعدها تقدمنا من موقع إلى موقع وكان الشيخ/ أحمد عبدربه العواضي يقسم الجيش الشعبي إلى ثلاثة أقسام، قسم في المقدمة وقسم في المؤخرة، وقسم يتمركز في المواقع التي يتم تصفيتها من فلول
الجيش الإمامي ويتم تسليمها بعد ذلك إلى الجيش الجمهوري، إلى أن وصلوا إلى منطقة بني مطر حيث كان الشيخ/ احمد علي المطري محاصراً وفك الجيش الشعبي حصاره، وقال الشيخ المطري عندما التقى بالشيخ العواضي"
والله يا شيخ أحمد إنني محاصر منذ شهرين في منزلي أنا ومن معي ولم نستطع الخروج مطلقاً ولم نستسلم لعسكر الإمام، وضلينا محاصرين إلى أن بعثك الله لنا تفك حصارنا فشكراً جزيلاً، وانضم إلى الجيش الشعبي بقيادة الشيخ
العواضي، وكان عبداللطيف ضيف الله حينها في دبابته، كان دوره مقصورا على قصف مدفعية عسكر الإمام إن طلب منه الشيخ العواضي ذلك، وظل دور عبداللطيف ضيف الله مقصوراً على ذلك حتى تم إنهاء حصار العاصمة
صنعاء" .
وهذه حلقة من سلسلة حلقات رداً على ما أدلى به اللواء/ عبداللطيف ضيف الله عبر الفضائية اليمنية مؤخراً، والذي تجنى في حديثه عبر قناة اليمن الفضائية على الثوار، وخاصة على قبيلة آل " عواض" والتي كان لها
دور بارز بقيادة الشيخ/ أحمد عبدربه العواضي الذي كان قائداً للجيش الشعبي، وكذلك الشيخ/ أحمد سالم العواضي ومشائخ آخرين من محافظة البيضاء وبعض المحافظات اليمنية .
وقد أساء اللواء عبداللطيف ضيف الله إلى تاريخ الثورة اليمنية بتنكره للحقيقة، وكان عليه أن يستحضر ويتحرى وهو يتحدث ،خاصة وأنه يتحدث عن تاريخ بلد وشعب، وكان عليه أيضاً أن يكون دقيقاً وصادقاً حتى يحسب ذلك
له،لا أن يسيطر عليه حب الذات وكلمة الـ"أنا" حيث كانت هي الغاية، ما جعله يظهر أن الهدف من اللقاء ولم يكن الهدف لديه توثيق تاريخ بكل ما فيه دون زيادة أو نقصان، ولا أدري كيف غاب عنه أن هناك عدداً من المناضلين
كانوا في الصفوف الأولى في ملاحم إنهاء حصار العاصمة صنعاء أحياء سيفندون كل ما يقال غير الحقيقة سواء من اللواء عبداللطيف أو من غيره .
وفي نهاية حديثي أود أن أشير إلى أن أبناء قبيلة آل "عواض" طالبوا اللواء/ عبداللطيف ضيف الله -بالاعتذار عن إساءته لتاريخ آل "عواض".. و أعربوا عن أسفهم الشديد إزاء حديث اللواء عبداللطيف الله -
الذي لا يمت كثير منه إلى الحقيقة بصله.. متسائلين ما الذي دفعه ليتحدث عن التاريخ بهذه الطريقة الغير منصفه.
أحمد الحمزي
إلى اللواء عبداللطيف ضيف الله 3053