قالت منظمة الصحة العالمية أن نحو "3000" شخص يقدمون على الانتحار كل يوم ،داعية وسائل الإعلام إلى التعقل في تغطية حالات الانتحار للحيلولة دون المزيد وقد تم تخصص يوم عالمي لمنع الانتحار ،للعمل على
نشر الوعي لمنع الانتحار في شتى أنحاء العالم .
وأكدت المنظمة إنها تسعى بالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار إلى الدعوة من أجل توفير العلاج المناسب لمن يحاولون الانتحار ومتابعتهم وحث وسائل الإعلام على توخي المزيد من العقلانية لدى تغطية حالات الانتحار .
ووفقاً للإحصائيات المنظمة أن نحو مليون شخص ينتحرون سنوياً وأن الوفيات تكون بين الذين تتراوح أعمارهم بين "15-44" سنة والآن وفي الفترة الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة بين الشباب.
إن الانتحار يلجأ إليه كل من يصادف عراقيل أو يمر بمحنة وتتعثر خطاه فيفشل في أمر كدراسة مثلا ،ففي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الانتحار بين طلبة الثانوية العامة ،ففي جمهورية مصر وبسبب الامتحانات الوزارية ينتحر
العديد من الفتيات والفتيان .
وفي دول الخليج على الرغم من سعي الجميع للذهاب إلى هناك من أجل الحصول على الثروة إلا أن أهالي هذه المنطقة أو لنقل بعض أهالي هذه المنطقة يشكون من الفقر ولا يستطيعون العيش مع موجة الغلاء المستعرة للأسعار
،فيلجأ بعضٌ منهم إلى الانتحار الجماعي العائلي إذ لا ينتحر رب الأسرة وحده وإنما يشرك جميع أفراد أسرته في الأمر ،واليمن أيضاً هي من الدول التي بدأ أفراد منها يلجئون إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من المعاناة والآلام ،إذ
يعتقد اللاجئ إلى هذا الأسلوب أن الموت هو الطريق السهل والأسرع لإزاحة الهموم وإبعاد الآلام .
فكم من شاب أقدم على الانتحار لعدم حصوله على فرصة عمل ؟! وكم من شاب كان يعمل وتم إقصائه جبرياً مع عدم حصوله على الراتب ولم يجد غير الانتحار طريقاً لخلاصه ووضع حد لآلامه ؟!وكم من رب أسرة قتل
أسرته وقتل نفسه لأنه لم يستطع أن يوفر لهم لقمة العيش ؟! وكثيرات أيضاً من أقدمن على الانتحار .
إن البطالة والفقر وغلاء الأسعار لا تعدو أسباب للقدوم على الانتحار ،فإذا نظرنا حولنا وإلى دول العالم الغربي سنجد أن موجة غلاء الأسعار هي أساساً أزمة عالمية ،فالعالم كله استيقظ مؤخراً على صوت جرس الإنذار المعلن
عن الارتفاع الغير عقلاني للأسعار إذ ارتفعت بنسبة 30% ..فالمتتبع للأخبار بالتأكيد عرف ما حدث في الجزائر من احتجاجات بشأن عملية رفع الأسعار .
فما أود قوله هو أن الانتحار ليس حلاً إطلاقاً ومن يتبع هذا الأسلوب من الحلول "أسمحوا لي" فهو إنسان ضعيف الإيمان .. أعلم أن الظروف التي تمر على الإنسان أحياناً لا يستطيع احتمالها ولكن بقليل من الصبر وبكثير
من الإيمان سيتخطى الأزمة .
فهل ترضى أن تموت كافراً؟! ،إن من ينتحر لا يعد شهيداً أو بطلاً بل بالعكس هو إنسان خاسر خسر دنته وآخرته !! فلا ننسى أننا مؤمنين بالله وعلينا أن نتمسك بحبله وسيأتي الفرج من عنده ..بإذن الله .
كروان عبد الهادي الشرجبي
سيأتي الفرج 1928