بعد أن تم تحديد موعد الانتخابات النيابية في 27 من شهر إبريل من عامنا الجاري 2011م والحديث عنها كل يوم يكثر سواء كان من قبل الحزب الحاكم أو الحكومة أو الأحزاب بل والعديد من فئات المجتمع المختلفة .
ولكن هذا الحديث لم يتم التطرق فيه والتركيز على أن عملية الانتخابات النيابية القادمة فرصة لبت ورفع الوعي بين المواطنين بدور مجلس النواب ،الذي من المؤكد أنه سيشهد ازدياداً في إقبال المرشحين على خوض معركة الانتخابات وربما بعدد غير مسبوق ،يزيد على عدد من خاضوا الانتخابات السابقة من الحزب الحاكم والأحزاب الأخرى ومن الشخصيات المستقلة أو غيرها .
فحقيقة لا نريد فقط من وسائل الإعلام المختلفة كلها التركيز على عمل تحقيقات مع المرشحين والناخبين محورها الأساسي ماذا يريدون من مجلس النواب القادم؟ وكيف يتبارى الجميع في الحديث عن الخدمات المحرومة منها بعض المحافظات أو المناطق ويتحدث المواطنين عن مطالبهم الخاصة التي يطمحون أن يتدخل عضو مجلس النواب لحلها .
إننا نريد من وسائل الإعلام المختلفة أن تتسابق أيضاً في التعرض لدور مجلس النواب الحقيقي في الرقابة والتشريع ،وهو الدور الأساسي الذي تقوم عليه برلمانات العالم أجمع كما تنص عليه الدساتير وليس مقصوداً أن نقزم دور عضو مجلس النواب بأن يوفر الخدمات الفردية فيسعى إلى توظيف مواطن وحل مشكلة آخر .
من هنا كان النقد موجه إلى طابور النواب ،الذين لا يهتمون بالحضور إلى اجتماعات المجلس أو الذين يتركون مقاعدهم ويتركون متابعة أعمال الاجتماع ويقفون أمام الوزراء منتظرين تأشيرة على طلب فردي لتحقيق مطلب ما .
ونحن نكرس سيادة هذا المفهوم ثم نهاجمه لأننا لم نستطع أن نوجه الناخب إلى أنه سيخوض بمرشحه الذي سيختاره معركة سياسية تعلو على المطالب الفردية ،وأنها تحتاج نائباً واعياً بقضايا وطنه ،ملماً بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ..وأنه سوف يصقل هذا الوعي وينميه بالممارسة وبالأجهزة التي لا بد أن تكون موجودة لتخدم النائب وتمده بكل البيانات والمعلومات بحيث يستطيع أن يؤدي دوره سواء في الرقابة أو التشريع وأن يكون متابعاً وملماً بما يحدث في العالم كله .
إننا لا نريد نائباً بعيداً عن نبض الجماهير واهتماماتهم ،منفصلاً عن مشاكل دائرته ،رافعاً صوتها ،فمن هذه المشاكل تتكون صورة المجتمع كله ،كما أننا لا نريد الخلط بين مهمة المجلس المحلي من متابعة خدمات المدن والقرى والأحياء وبين ما يريده البعض من أعضاء مجلس النواب ممن رشحوهم وأعطوهم أصواتهم لتحقيق مطالبهم .
فلابد أن تلعب وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة دوراً في التثقيف السياسي للمواطنين من خلال هذه المعركة الانتخابية بحيث تكون فرصة لتنشيط دور الأحزاب وعرض برامجها حتى يميز المواطن بين حزب وآخر وتكون مناسبة لدفع العمل الحزبي إلى الأمام ونحن نشكو من بعض صحف المعارضة وضعفها أيضاً يعني ضعف الحزب الحاكم ..فالحزب لا يقوى إلا بمعارضة قوية وموضوعية وجادة .
إننا نريد أن يعرف الجميع أننا بصدد انتخاب مجلس نواب للجمهورية اليمنية وليس مجلس لمدينة وأننا نريد انتخاب نائب يشرع ويراقب ويحاسب ..لا نائب يجمع العرائض للمطالب والمظالم والاسترحام ويقدمها للمسؤولين أو ليقوم بالوساطات والمحسوبيات أو من أجل السمسرة ..والله من وراء القصد .
نبيل مصطفى الدفعي
الانتخابات النيابية القادمة ودورها الحقيقي 2050