على قناة "اليوم" الفضائية يعرض برنامجاً يقدمه الصحفي والإعلامي الرائع عمرو أديب ويشاركه التقديم ضيوف من الوسط الفني.
عموماً هذا البرنامج في كل حلقة يتحدث عما يحدث في جمهورية مصر يومياً ويستعرض ذلك وفقاً لما تتناوله الصحف الحكومية والأهلية ويقارن كل ما يكتب في تلك الصحف على ما هو موجود في أرض الواقع ويبدأ بانتقاداته اللاذعة وفي نفس الوقت المؤدبة التي لا تخرج عن حدود اللياقة والأدب، فهو يوجه كلاماً مباشراً وصريحاً لكل مسؤول وطبعاً حسب القضايا التي تطرح.. وتناول البرنامج في إحدى المرات موضوعاً عن المبيدات الحشرية المستخدمة في رش المحاصيل الزراعية، إذ اكتشفت وزارة الزراعة ومفتشو صحة البيئة أن هناك مبيدات مسرطنة تحتوي على سموم قاتلة يتم استخدامها في عمليات الرش وبعد التحقيق والتدقيق تمت معرف الجهة التي قامت بإدخال هذه المبيدات المسرطنة وعلى إثر ذلك تمت محاكمتهم ودخلوا السجن فعلاً، وكان من بين الذين حكم عليهم بالسجن امرأة.. المثير في الأمر أن تلك المواد لم تدخل مهربة وإنما دخلت البلاد بصورة شرعية وقانونية.
أطلت عليكم المقدمة اعذروني ولكن للضرورة أحكام والضرورة هنا أن ما حدث في مصر يحدث الآن في اليمن مع فارق بسيط جداً وهو أن كل المزارعين يستخدمون تلك المواد السامة والقاتلة وسط غياب رقابة وزارة الزراعة التي لم تعر الموضوع أي اهتمام!! فمن يشتري الفواكه ويأكلها سوف يلاحظ أن طعمها متغير وليس لها رائحة شهية ولنقل عديمة الرائحة!! على الرغم من نضوجها ظاهرياً، فالفواكه في بلادنا لا تترك لتنضج بصورة طبيعية ولا تأخذ وقتها الكافي وإنما يتم استخدام المبيدات التي توفر الوقت والجهد بالنسبة للمزارع.. ولكن هل تأتي النتائج مبشرة ؟!! طبعاً لا، لأن الثمار تكون بدون أي طعم ولا حتى رائحة وهذا الأمر يؤدي إلى عزوف الكثيرين عن شرائها.
عموماً ليس هذا بيت القصيد، المهم في هذا كله ما هي نوعية المواد المتسخدمة؟!! وهل هي مصرحة أي هل هناك تصريح باستخدامها؟!! وهل تستخدم بصورة صحيحة؟!! أم بعشوائية وهل هناك رقابة فعالة في هذا الجانب أم لا؟!!
تساؤلات كثيرة تدور في رأسي وبحاجة إلى إجابة، ولكن مِن مَن في وزارة الزراعة الغائبة عن الساحة والتي لا يبدو أنها لا تعلم شيئاً مما يحدث، فهي لا تعلم أن المزارع في اليمن يرش المبيدات على الفواكه للحفاظ عليها من الآفات ولا ينتظر المدة المحددة والتي هي "7 ـ 5 أيام بعد الرش، إذ يقوم بإنزالها إلى السوق في اليوم الثاني مباشرة، لذا تكون الفواكه ذا مذاق مختلف ومتغير!! ولا تعلم أن المزارع في اليمن يلجأ إلى استخدام المحفزات للإسراع في عملية النمو وأن هذه المحفزات تستخدم بعشوائية وهي ضارة وتحتوي على الكثير من السموم؟!!.
وهنا نتساءل لماذا توقفت وزارة الزراعية عن العمل؟!! لماذا لا تقوم بدورها الإشرافي والرقابي؟!! إن كميات كبيرة من السموم القاتلة تستخدم بعشوائية في الزراعة وهذا الأمر لا يجب أن يستهان به أو حتى يتم السكوت عليه ،لأن ما يزرع نحن الذي نأكله ،بمعنى آخر نحن من نتضرر أولاً وأخيراً ،فيوم بعد يوم ستبدأ هذه المواد تتراكم في أجسادنا وتقضي علينا ،فما نتناول هو وجبة من السموم الضارة التي لا يظهر تأثيرها مباشرة وإنما بصورة تدريجية.. المشكلة الكبرى أن أغلبية الشعب ربما يتأذى من هذه السموم القاتلة ،لأن القات هو أكثر الأشجار التي تستهلك هذه المواد وبالتالي هي تستهلك من قبل الجميع ،فالكل يتناول من هذه الشجرة "القات" التي تحوي كميات هائلة من هذه السموم.
المشكلة والطامة الكبرى أن هذه السموم تباع في المحلات!! وأيضاً يتم إدخالها عبر منافذنا البحرية وبكميات كبيرة"حاويات مليئة بالسموم" ..فكيف تدخل؟ ومن يسمح بذلك؟!! وهل سيتم منع تداول هذه السموم بعشوائية في المحلات؟!!
الأ تعد هذه الأمور من الجرائم ذات الخطر العام؟ وألا يوجد قانون ينظم هذه الأمور؟ّ!
ولماذا لا يتم سن قانون من أجل ذلك؟ّّ!.
ولماذا أيضاً لا يتم فرض أسلوب الزراعة القديم ومنع استخدام السموم؟!! .
أسئلة نطرحها على المعنيين في وزارة الزراعة علها تجد ولو بعض اهتمام من قبل المسؤولين على هذا البلد .
كروان عبد الهادي الشرجبي
سموم قاتلة 2138