"سالي أسامة العزي الشوافي" البالغة من العمر الأربع السنوات انتقلت روحها الزكية والبريئة إلى جوار ربها في جريمة وصفت بالدخيلة على محافظة الحديدة والأولى من نوعها من حيث بشاعة ارتكابها وسهولة التخلص منها وقسوة قلب من قام بارتكاب هذه الجريمة .
وذلك حينما أزهقت ثلاثة أو أربعة أرواح لأسرة واحدة بدم بارد وعقل شارد وقلب جامد بحيث أن الجاني رجل تخلت منه كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية وهو يباشر في إزهاق أرواح الأسرة روح بعد الأخرى دون امتلاك أدنى وازع ديني أو أخلاقي أو مخافة من الله تعالى الذي هو وحده يحي ويميت عز وجل .
فهذا الحدث ربما هو الأول والأكبر من نوعه تشهده مدينة الحديدة واليمن بشكل عام إذ غضب وحزن لحدوثه الكثيرون من اليمن والحديدة بشكل الخصوص ومنهم أولا وأخيرا أسرة المجني عليهم .
فهذه الأسرة أسرة المجني عليه تتكون مثل ما عرفتم من قبل من الأب أسامة العزي 36 عاماً والأم تغريد الحاج 25 عام والطفلة سالي 4 أعوام .
إذ تلقت هذه الأسرة حتفها من قبل قاتل سفاح لا يعرف الله ولا رسوله ولا يمتلك في قلبه مثقال ذرة من شفقة أو رحمة وهو يقتل طفلة بريئة إذ سرق منها الابتسامة والبراءة بدخول عام ميلادي جديد وهي في أوتار التراب مع بقية أسرتها وأخوها الآخر الذي كان لا يزال لا يعرف عن الماضي والحاضر فهو الآخر سرقت منه روح الطفولة وهو ما يزال في أحشاء أمه .
فهذا المجرم البشع كما تعرفون ذهب لزيارة ورجع ملطخ بدماء الأبرياء وهذه الجريمة وكأنها فلم أجنبي حيث بدأ بإعداد العشاء للضيف وانتهى بذبح المضيف وأسرته ،إذ بدأ بقتل الأب ومن ثم الأم هي الأخرى وبعد أن انتهى القاتل من الكبار نظر إلى الصغار إلى الطفلة سالي التي كانت عينها تذرف بالدموع بالجنب من أمها إذ قام بمباشرة سالي خنقاً بلا رحمة أو شفقة وهي تنادي أمها وبقتل سالي كان القاتل قد تخلص من أخر فرد من الأسرة وبعد معرفتنا أن عدد ضحايا هذه الجريمة أرتفع إلى 4 بعد اكتشاف أن الزوجة المجني عليها كانت حاملة في شهرها الرابع .
فهذه الجريمة أثارت كل وسائل الإعلام والرأي العام في شوارع اليمن بأكملها من حيث وقوعها وبشاعة مرتكبها ولا يزال أبناء الحديدة ينتظرون الجهات المختصة للحكم بإعدام القاتل المتوحش هذا الذي اختلت منه كل الجوانب الدينية والإنسانية والأخلاقية بعد معرفة تفاصيل هذه الجريمة النادرة والفريدة من نوعها واعتراف القاتل بالجريمة وعززت هذا الاعتراف زوجة القاتل التي هي الأخرى سادها نوع من الغموض والاستغراب تلك الليلة بعد أن لاحظت زوجها مرتبكاً وخائفاً غير عادته وهو يرتدي غير الملابس التي خرج بها من المنزل وعلامات الخدوش والجروح في وجهه ،التي كشفت بصمات المجني عليها قبل موتها وبهذا العلامات تم اكتشاف كل تفاصيل تلك الجريمة البشعة ولا ننسى أن القاتل قام بأداء تمثيلية بشعة من تأليفه وإخراجه ليكون بذلك الفلم قد أنهى جريمته المنسوبة إليه وبقى دور الجهات المختصة من التحري في اكتشاف القاتل لينال ما يستحقه من العقاب ويحكم عليه بأقصى العقوبة ،لكي يكون عظة وعبرة لمن تسول له نفسه المساس بأبناء اليمن والتعرض لأسرهم من أي جانب كان ،لكي يكونوا بذلك قد قاموا بحماية العديد من الأسر اليمنية وتأمينهم وتأمين أبنائهم من بعدهم حتى لا يكون مصيرهم مثل الطفلة سالي التي تعرضت لجريمة بشعة رغم صغر سنها ونور الابتسامة على وجهها وبراءة قلبها .
فبقتل تلك الطفلة البريئة قد ترك بصمات واضحة على جدران الزمن وعلى قلوب كل طفل تنتزع منه طفولته ..وبهذا الحدث المؤلم والحزين التي تعرضت له الطفلة سالي نطالب الجهات المختصة بحماية الأطفال كونهم زينة الحياة الدنيا .
حليم الجبوبي
بأي ذنب قتُلت 1760