عادة ما نسمع بين الحين والآخر عن وفاة أشخاص بسبب حالات التسمم التي يصابون بها -المخزنون بالقات- أو بالأصح الذين يمكثون لساعات وهم يمضغون القات قد تزيد عن تلك السويعات التي يمكثون بها أثناء الدوام الرسمي في وظائفهم ..! وكذلك الحال نسمع عن وفيات من مختلف المناطق اثر إصابتهم بسرطان الحلق أو البلعوم واللثة وغير ذلك من الأمراض التي نسمع بها نتيجة مختلف السموم المسرطنة التي يستخدمها مزارعو القات في رش هذه الشجرة الخبيثة.
بيد أننا لم نسمع عن أمراض ووفيات بسبب إحراق إطارات السيارات وما يتصاعد منها من أدخنة سامة لغرض تدفئة هذه الشجرة إلا في الآونة الأخيرة منذ حل علينا فصل الشتاء وما حملها لنا من برد قارس نحن معتادون عليه أصلا ، وانه من الضرورة بمكان الإشارة هنا إلى أن السموم التي يرشها مزارعو القات تكون إصابتها محدودة أي على المخزنين فقط في حين أن إحراق الديزل وإطارات السيارات لتدفئة شجرة القات وما ينبعث من هذه الحرائق من غازات سامة تنذر بكارثة بيئية حقيقية تصيب ليس المخزنين فحسب ولكن كل ذي كبد رطب من أطفال ونساء وطيور وحيوانات وغير ذلك وكل هذا يتم أمام مرأى ومسمع الجهات ذات العلاقة أو المعنية بالصحة وبحماية البيئة .
ومما سبق أقول ما ذنب الصغار الذين يموتون بسبب الجشع والطمع ؟ وأين دور الأجهزة الحكومية من هذا العبث ؟ وأين دور الأجهزة الرقابية المعنية؟ ولماذا يغض الطرف مكتب الصحة بمحافظة البيضاء عن هذه الظاهرة ؟
أسئلة مشروعة تدور في المخيلة ورداع تعيش وضعا مأساويا وكارثة صحية قد تسببت في وفاة العديد من الأطفال وذلك بسبب الحرائق التي يقوم بها المزارعون ليلا لمزارع القات بهدف تدفئتها لحماية محصول القات ،ضاربين عرض الحائط بصحة المواطنين .
لكن العجيب كما أشرت سالفا صمت المسئولين وعدم قيام المكاتب المعنية بدورها في مكافحة هذه الظاهرة المؤذية.
وفي سؤال وجه للدكتور : سمير غالب مدير مستشفى الخبار عن دور المستشفى في مكافحة هذه الظاهرة أكد أنها ظاهر خطيرة جدا على صحة الناس وقد قام بحكم مسئوليته برفع مذ كرة إلى المحافظ ومدير عام الصحة والنيابة ولكن لم يتم تحريك ساكنا حتى الآن
كما يناشد المواطنون كل من له سلطة أن يسعى جاهدا لمنع المزارعين من عمل هذه الحرائق كما يناشدون منظمات المجتمع المدني من التحرك السريع لمحاربة هذه الظاهرة ووضع الحلول لها .
أنيسة جبر الصيادي
كارثة بيئية تعيشها مدينة رداع 2091