ونحن في بداية سنة "هجلادية" جديدة يتمنى فيها الجميع أن يكون أفضل في التقدم والعطاء والرقي والازدهار في جميع النواحي الحياتية والمعيشية ..ومحلياً انجاز وتشييد بُنى تحتية أكبر وأوسع بجانب الذي أو ما هو بطور الانجاز .
والتطلعات أيضاً إلى الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد والمفسدين أينما وجدوا وتفعيل دور الجهات الرقابية في جميع المرافق والمنشآت سواء كانت حكومية أو خاصة .
فعندما نذهب إلى أحد المرافق لقضاء مصلحة أو انجاز لمعاملة بدون صعوبات وعراقيل وتأخير وبدون "حق ابن هادي" الذي بدا البعض يتجرأ وينطقها بكل صراحة وتطورت إلى "حق القات" فبالتأكيد أن هذا هو الانجاز وتلك هي الأنشودة .
وعلى سبيل المثال عند الذهاب إلى أحد فروع مكاتب الأشغال العامة والطرقات أو الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني وكونها أحد الجهات "الحساسة" أرى المجاملات والمحسوبيات وأصحاب المال والنفوذ يتصرفون بأمور الناس العاديين والبسطاء وكيف ما يشاؤون وقيام فرع الهيئة بأمانة العاصمة وكمثل بسيط بإلغاء شوارع وتعديل أخرى إرضاءً لأصحاب المال والمصالح الشخصية حتى ومع وجود متضررين من الإلغاء أو التعديل لا يرى إطلاقاً إلى اعتراضهم أو أبسط حقوقهم ،فليس هذا هو الانجاز وليست هذه هي الأنشودة .
وعندما يكون القضاء مستقلاً تماماُ ونزيه عن المفهومية والمحسوبية والمحاكم وقضاتها وأمنا السر يقومون بواجباتهم بكل شرف ونزاهة وعدم تأخير قضايا الناس وتمشية أمورهم بالعدل والمساواة والحق فهذا هو الانجاز وتلك هي الأنشودة .
وجميعاً عندما نفهم أن الدين هو المعاملة وأن لابد من كل واحد منا سوى كان مسؤولاً أو موظفاً عادياً أو مواطن أن يراقب الله وأن يكون ضميره حيّ يدعوه دوماً إلى الخير وعدم نهب الممتلكات العامة والعبث بخيرات هذا الشعب العظيم ،فهذا هو الانجاز وتلك هي الأنشودة .
مع بداية العام الجديد والتي تكون أمنيات الجميع فيه بأن يكون عام حب ووئام وسلام ..إلا أننا نفاجئ جميعاً بمن يقومون بأعمال التفجير والتخريب والتي آخرها ومع بداية السنة الميلادية وفي دولة مصر الشقيقة أمام أحد الكنائس مرادها إثارة النزعات والصراعات وعدم التعايش السلمي بين الأديان جمعيها والتي من المؤكد أن من يقوم بمثل هذه الأعمال لا يعرف معنى للإنسانية ولا ينتمي إلى دين أو إلى بني البشر .
وما نراه من صراعات طائفية ومذهبية سوى كان في العراق أو غيرها والتي من المؤكد أن للقوى الخارجية طرفاً فيها للنيل من الإسلام وتشويه صورته الحقيقية وجعله دين عنف وإرهاب.
وهل بهذه الطرق والأحداث وما يحصل وما يفهمه بعض ضعفاء الفكر ومراهقي الإرهاب من تخريب وتدمير وتشويه ،هل هكذا سننشر الدين ونحبب المجتمعات الغربية الأخرى بالإسلام؟ ،أم أنه سنضر ونكره وندمر كل ما هو جميل وعظيم في ديننا الإسلامي لأنه بطبيعة الحال كل ما يحصل من هذه الأمور داخل البلدان العربية المسلمة وعلى ذلك نقل صورة سيئة لكي تكون وسيلة للترهيب بالدين الإسلامي في عقول محبيه من المجتمعات الغربية وليس الترغيب والتي يستغلها الإعلام في الدول الغربية والأجنبية لكي يجعلها وسيلة بسيطة للتشويه بالإسلام ،بعدما توضح اعتناق الدين الإسلامي في ألآونة الأخيرة وبدأ ينساق إليه أعداد كبيرة من جميع المجتمعات الأوروبية وغيرها وذلك لما يحمل في طياته من مناهج متكاملة ومنها القيم الإنسانية العظيمة .
ونعلم جميعاً أن ديننا العظيم هو دين سلام وتحاور وترغيب وقد أمر الله في كتابه الكريم بذلك ومن تلك الآيات قوله تعالى " وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وقوله " وجادلهم بالتي هي أحسن" وأيضاً قوله تعالى " ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" ،وكما إن الإسلام قد حرم قتل النفس إلا بالحق وأن من أحيى نفساً فكأنما أحيى الناس جمعيا .
فمن هم هؤلاء أمام قدرة الله عز وجل والذين يصدرون أحكاماً على الأنفس البريئة ويتحكمون بحياة الناس وشؤونهم ..وأنا على يقين أن من كان مسلماً حقاً وشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بصدق لا يرضى بذلك كله وإن الإسلام والمسلمين بريئون مما يحصل وأن هناك من يريد تشويه صورة الإسلام الحقيقة وأن هناك أيادي شيطانية تكره مبدأ التعايش السلمي بين الناس وأديانهم وتكره كل ما يرمز إلى القيم والأخلاق والإنسانية ،تعمل على كل ذلك .
وواجب علينا كمسلمين أن نتسامح فيما بيننا وأن يحب كل منا للآخر الخير وأن نتعامل فيما بيننا بكل صدق وأمانة وبالكلمة الطيبة وأن نترفع في معاملاتنا سوى في المرافق أو في ما بيننا عن الرشاوى وعن المحسوبيات وغيرها .
وهذا كله جزء بسيط وقليل من مبادئ الدين الإسلامي وما يحمله ولكي ننقل الصورة الواضحة والأكيدة عن ديننا العظيم ..وهذا هو الانجاز وتلك هي الأنشودة .
هاني محمد حلبوب
هذا هو الإنجاز وتلك هي الأنشودة 1972