قبل ثلاث سنوات وفي مثل هذه الأيام خسر القطاع الخاص اسماً تجارياً كبيراً له بصماته الواضحة في الحياة التجارية بإخلاصه وتفانيه، وترك بعد رحيله هوة كبيرة ربما من الصعب على أحد أن يملئها.
فالآن فقط و في الذكرى الثالثة لرحيلك أدركنا كم كنت كبيراً وشامخاً يامحفوظ شماخ، فأنت من أعطيت العمل التجاري في اليمن معظم اهتمامك.. شامخ لأنك أعطيت القطاع الخاص طيلة حياتك قوة استقوت من شخصيتك الفذة الشجاعة، شامخ بعد أن ظهر جلياً أنه لم يملأ أحد ما كنت تملاء ويسد الفراغ الذي تركته بعد رحيلك، شامخ لأنك رغم أنك كنت قيادياً في أحد الأحزاب إلا أنك خلعت رداء الحزبية في خارج موطن التجارة وغيرك يسعى لتوطين التحزب في عقر دار موطن التجارة، يخطط إلى تحويلها إلى شعبة القطاع الخاص.. شامخ لأنك لم تترك لأحد مذلة عليك لتكون ضعيفا تضيق صدرك حجم مطالب القطاع الخاص وتطلعاته، شامخ لأنك لم تتواطأ أو تتلاعب لا مع الضرائب ولا مع المواصفات، أو تقول في الظاهر غير ما تبطنه، فكانت شجاعتك هي الفيصل الحق في كثير من مطالب القطاع الخاص وكلمتك كانت مسموعة، وغيرك يضع مصلحته أولاً والمراوغة سبيلاً له إلى ذلك- شامخ لأنك استطعت خلال فترات كبيرة أن تصنع من الغرفة التجارية بالأمانة موطناً للتوافق والإجماع، ودونك قد يصنع منها مكانا للضعف والوهن والخلاف والمكايدة.
شامخ لان الكل من أعضاء القطاع الخاص يدرك مثلي تماماً أنه لا حسن إلا حسنك و ما دونك فهو حسن مصطنع مستتر وراء حقيقة شاحبة هزيلة.
كم كنت حريصاً على مصلحة القطاع الخاص ربما أعلم بمصلحتهم وأحرص عليها من أنفسهم، شامخ لأن الجميع يعلم كم كانت كلمتك و رؤيتك مسموعة لدى صناع القرار، لأنك كنت رحمك الله تتمتع بحكمة ورؤية واضحة وحقيقة جلية، وغيرك يفتقد إلى ذلك.. فلهذا وأكثر ستظل شامخاً يا شماخ.
نقطة الختام للحديث بقية ووقفات وحقائق أكثر جرأة وكشفاً للمستور المسكوت عنه في قضية "المؤجر والمستأجر" .. ودمتم أيها المستأجرون في عزة ومتعة ..ودامت رقابكم أكثر بعداً عن حبال ومشانق المؤجرين .
عبدالحميد المساجدي
شامخ ياشماخ 1854