الجمال الحقيقي تجده في كل مكان وفي كل وقت، لكن بعض العيون لا ترى إلا ما يهمها وما تريده فقط وتتجاهل وبالأصح تجهل الجمال في كل ما حولها.. طبعاً لا أقصد الظروف المحيطة بنا في بلادنا بلاد التناقضات ولكن ما أقصده هو أنك في قمة الانشغال أو الحزن أو الهم ستجد شيئاً جميلاً، فحزنك قد يكون مصدر سعادتك..
نعم هذا ما سيحدث لو فتحت عينك وقلبك في وقت واحد، فالحزن قد يجلب صداقة جديدة جميلة أو رحمة ربانية تشعر معها بقرب الله منك مما سيبدل حزنك إلى فرح أو سعادة لا تعرف سببها ومن أين أتت، أوقات.. تبتسم بدون سبب وتشعر أنك سعيد بدون سبب وتشعر بالسلام يملأ قلبك وبالجمال في كل ما حولك.
اعرف أن حياتنا تزخر بكل أنواع المنغصات ولكن تمعن جيداً قد تسمع لغة الفرح الخفية خلف أسوار العتمة والظلمة.. وقد تكتشف قوانين سعادة حقيقة لا يعرفها كثير من سكان هذا الكوكب، تأملوا هذه الأسطورة..
"التقى الجمال والقبح ذات يوم عند شاطئ البحر فاقترح القبح على الجمال أن يسبحا فوضعا ملابسهما ودخلا البحر يسبحا..
فعاد القبح إلى الشاطئ ولبس ملابس الجمال وانطلق فلما عاد الجمال إلى الشاطئ لم يجد ملابسه فخجل.. فلبس ملابس القبح وانطلق ومنذ ذلك اليوم لم يدرك أحد على القبح من الجمال، ولكن ثمة أناس عندما يمرون على الوجوه ويتضرسون فيها يميزون القبح من الجمال".
وهذا ما يحدث فعلاً فكم من أناس يلتبس عليهم فهم من حولهم حتى يأتي موقف يعرف بفضله القبيح من الجميل ويكتشف معادن الناس الحقيقية.. فالأرواح الجميلة بحاجة إلى من يتعرف عليها!.
إيناس علي
الجمال الحقيقي 1896