للأسف الشديد أصبحنا في هذا الزمن نعيش مهارات الخداع والزيف بأرقى الأساليب والتي هي في حقيقة الأمر أرذلها وأدناها وأحقرها،من حق الإنسان أن يكون كيف يشاء في ظل الحرية الشخصية والتصرفات الفردية التي لا تمثل إلا صاحبها ولكن ليس من حق أي كائن كان خداع الآخرين والتغرير بهم والتلاعب بعواطفهم باسم الدين والإسلام التي لا تتجسد مطلقا في معاملات وأخلاقيات من يدعون التدين ويرون أنفسهم قدوة حسنة ،بينما الآخرون يرون فيهم أشد مكرا وحقدا على الإسلام وتعاليمه وقيمه السمحاء الواضحة الجلية التي ليس عليها لبس.
من المؤلم والمحزن وما يندى له الجبين أننا أصبحنا نرى في هذا الزمن الدين وسيلة للبيع والشراء وقضاء المآرب والحاجات ليس لأغراض إنسانية أو خيرية ،إنما لمصالح شخصية وتجارات ووسيلة سهلة لاكتناز الأموال وإقامة المشاريع التي لا تخدم إلا أصحابها .
ثمة تصرفات غوغائية منفرة من الدين وتجعل الآخرين ينظرون إلى رجال الدين والدعاة نظرة نقص بل قد يصل الحد إلى قاطع صلاة عاص ليرى نفسه خير من ذلك الرجل الداعية ،بسبب كثرة الزلات والهفوات والجري وراء الدنيا بتعطش عكس ما يتحدث به ذلك الداعية أو الخطيب الذي يُفصل الآيات ويشرحها للناس ويبين لهم حقارة هذه الدنيا ومحاسن الزهد والرضى بما قسمه الله للإنسان.
البعض من المشائخ والدعاة الأفاضل يدركون جيدا استياء الناس منهم ومن معاملاتهم ويتجاهلون ذلك تماما مع أن تصرفاتهم ومعاملاتهم فعلا تخلق استياء، هم فعلا بشر وليسو معصومين لكنهم ملزمين بأن يكونوا حريصين على المحافظة على الآخرين في ظل الشرع والعقيدة الإسلامية .
فهم قدوة للناس وتصرفاتهم محسوبة عليهم وأثرها كبير، أعتقد بل أجزم أن الاستياء من رجل دين بسبب هفوات دنيوية يرتكبها يشكل نظرة سلبية عند الكثير من الناس لرجال دين ومشائخ وعلماء آخرين، ومن اجل ذلك لا بد علينا أن نكون أولوا ألباب سليمة لا مهزوزة ومشككة ،فكل تصرف سيء لا يمثل علمائنا ومشائخنا الإجلاء إطلاقا ومن ينظر بهذه النظرة فعليه أن يتق الله في نفسه ،فبهكذا عقليات يتم الخوض في سير علماء أجلاء ودعاة أفاضل ،فمهما كان لا نحكم إلا بالظاهر .
والتصرفات السلبية والإصرار عليها والتمسك بها من قبل رجال الدين ما هي إلا نقل رسالة مشوهة للإسلام وما جاء به ديننا الحنيف عبر سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
ليعذرنا مشائخنا وعلمائنا فنحن في أمس الحاجة إلى معاتبتهم لبعضهم وتنوير الناس بحقيقة ابن آدم الإنسان الضعيف أمام مغريات هذه الدنيا الفانية، ومن يسيء إلى الإسلام ويبتعد عن قوله صلى الله عليه وسلم( الدين المعاملة) فهو بشر خطّاء لا يمكن أن يعمم خطأه على الآخرين، كما أنه ليس الصورة الحقيقية للإسلام، ولكن ما الذي يمكن أن يقدمه لنا مشاؤخنا وعلماؤنا حتى يتم القضاء على ظاهرة التعميم ،فالناس بسطاء ومعذورين في تعميماتهم ويحتاجون إلى من يبصرهم وينورهم ويحذرهم.
Ahmedmn446@gmail.com
محمد أمين الداهية
إلى علمائنا ومشائخنا الأجلاء 1815